قاد أمس المئات من المسلحين المنتمين إلى الحرس الجمهوري، الذي يقوده أحمد صالح النجل الأكبر للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، حركة تمرد هدفت إلى الاستيلاء على مقر وزارة الدفاع، إلا أن حراس المقر تمكنوا من احتواء التمرد بعد اعتقال 40 من المتمردين المحتجين على عدم صرف رواتبهم، حسب زعمهم. وأكد الناطق باسم اللجنة العسكرية علي سعيد عبيد وقوع الاشتباكات وسقوط ضحايا دون أن يحدد عددهم، لكن مصادر عسكرية قالت إن خمسة سقطوا وجرح أكثر من عشرة آخرين بالمواجهات. وأكدت مصادر وشهود عيان أن المئات من أفراد اللواء الثاني مشاه جبلي بقوات الحرس الجمهوري، هاجموا مقر وزارة الدفاع مستخدمين أسلحة مختلفة، وقطعوا الشوارع المؤدية إلى منطقة باب اليمن والزبيري والسبعين، وذلك للمرة الثانية خلال أيام قليلة وبلغ عددهم ضعف التمرد الأول، حيث فشلوا في السيطرة على مقر وزارة الدفاع في موقف متكرر لاقتحام مبنى وزارة الداخلية في وقت سابق من الشهر الماضي ، وذلك احتجاجاً على قرارات رئاسية أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي قبل نحو أسبوع قضت بفصل 7 ألوية من الحرس الجمهوري عن قيادة الحرس وإلحاقها بالمناطق العسكرية وتشكيل حرس رئاسي جديد. وأكد ضابط في مقر وزارة الدفاع بصنعاء أن الجنود الذين هاجموا المقر ليسوا فقط من أفراد اللواء الثاني مشاه جبلي، بل من ألوية متعددة تابعة للحرس الجمهوري والمتمركزة في ضواحي صنعاء، مشيراً إلى أن هناك مخططاً لمهاجمة وزارة الدفاع والبنك المركزي ووزارة المالية تزامناً مع مغادرة الرئيس عبدربه منصور هادي اليمن إلى السعودية لحضور مؤتمر القمة الإسلامي بمكة المكرمة . من جهته نفى مصدر في قوات الحرس الجمهوري صحة الأنباء التي تتحدث عن "محاولة انقلابية يقودها قائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبدالله صالح". وقال في بيان "الأحداث التي تجري في محيط مجمع الدفاع ما هي إلا محاولة لإشعال فتنة بين أفراد القوات المسلحة تحقيقا لمخططات تآمرية لصالح أطراف تعمل ضد القوات المسلحة"، متهماً أطرافاً من خارج المؤسسة العسكرية بإحداث فتنة بين الجانبين لشق صف القوات المسلحة. في غضون ذلك، دعت الولاياتالمتحدة جميع الأطراف في اليمن أمس إلى ضبط النفس، واحترام الإصلاحات التي يطبقها الرئيس هادي. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية حالة التأهب القصوى في وحدة مكافحة الإرهاب وأمن المنشآت تحسباً لعمليات انتحارية محتملة في العاصمة وعموم محافظات البلاد خلال أيام عيد الفطر المبارك.