هاجم جنود من الحرس الجمهوري رافضين ضمهم للمنطقة العسكرية الجنوبية بموجب قرارات الرئيس هادي، وزارة الدفاع اليمنية بمؤازرة مسلحين بلباس مدني في الوقت الذي يوجد فيه رئيس الجمهورية في المملكة العربية السعودية. وقالت مصادر وشهود عيان ل»الشرق» إن جنودا من اللواء الثاني مشاة جبلي ومسلحين بلباس مدني تجمعوا حول وزارة الدفاع أمس للمطالبة بنقلهم من محافظة أبين إلى العاصمة صنعاء وصرف مستحقات مالية قالوا إن وزارة الدفاع وعدتهم بها. وبعد أن طلبت الشرطة العسكرية منهم مغادرة محيط وزارة الدفاع ومقر القيادة المركزية للقوات المسلحة اليمنية رفض الجنود واندلعت اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة ثمانية من الطرفين حسب مصدر طبي تحدث ل»الشرق». واستمرت الاشتباكات منذ الثامنة صباحا حتى الظهر وسط توتر ساد كل أحياء العاصمة بعد أن قام اللواء علي محسن الأحمر بإعادة نشر قواته في الجزء الشمالي من العاصمة مصحوبة بمدرعات ومضادات الطيران وأسلحة مختلفة. وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي ألحق سبعة ألوية تابعة للحرس الجمهوري بمناطق عسكرية أخرى بينها اللواء الثاني مشاة جبلي في «أبين» والذي ألحقه بالمنطقة العسكرية الجنوبية غير أن أفراد اللواء يرفضون البقاء في أبين ويطالبون بإعادتم إلى الحرس الجمهوري. وقال مصدر في مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية الرئيس عبد ربه منصور هادي ل»الشرق»: أن قوات الحماية الرئاسية التابعة للواء 314 أنهت التمرد العسكري الذي قام به أفراد من اللواء الثاني مشاة ضد وزارة الدفاع واعتبر المصدر مهاجمة وزارة الدفاع ورفض قرارات الرئيس تمردا عسكريا على القائد الأعلى للقوات المسلحة وأضاف المصدر أن قوات الحماية الرئاسية اعتقلت 42 جنديا ومسلحا كانوا موجودين في عدد من الفنادق بمحيط وزارة الدفاع وأن الوضع أصبح تحت سيطرة قوات اللواء 314 حماية رئاسية. وكان اللواء 314 يتبع الفرقة الأولى مدرعات التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر وبعد انشقاق الأحمر على الرئيس السابق علي صالح انضم اللواء إلى قوات صالح ليصدر الرئيس هادي قبل أسبوع قرارا بضم اللواء إلى الحماية الرئاسية حيث يعد أكبر لواء مدرع في الجيش اليمني ويتولى حماية قيادة القوات المسلحة اليمنية ووزارة الدفاع والإذاعة والتلفزيون ومجلس الوزراء . بدوره قال مصدر في قيادة الحرس الجمهوري الذي يقوده العميد أحمد علي عبد الله صالح ل»الشرق»: إن ما جرى في محيط وزارة الدفاع محاولة لإشعال فتنة بين أفراد القوات المسلحة. وذكر المصدر أن منتسبي اللواء الثاني مشاة جبلي كان صدر قرارا بفصلهم عن قيادة الحرس الجمهوري مالياً وإداريا وضمهم للمنطقة الجنوبية، ولم يعد من صلاحيات قيادة الحرس الجمهوري النظر في مطالبهم هذه. واتهم المصدر أطرافا من خارج المؤسسة العسكرية بالسعي لإحداث فتنة بين الجانبين لشق صف القوات المسلحة والأمن وإحداث فتنة في البلاد، لجرها إلى حروب، بذلت القيادة السياسية كل جهودها لتجنبها منذ بدأت الأزمة.