ما إن حلّ منتصف شهر رمضان، حتّى وقفت مواطنة، أرملة ومُحتاجة، أمام الصرّاف الآلي لتستلم راتب زوجها التقاعدي، الذي لا يتجاوز 3000 ريال، فوجدت في حسابه صِفْريْن عن اليمين والشمال، وهذا يعني أنّ مؤسّسة التقاعد لم تُحوِّل له الراتب كالمُعتاد، فراجعت المؤسّسة التي أبلغتها أنّ ابنها تخرّج في الجامعة دون أن تُبلِّغ عنه، وقد جمّدت كلّ الراتب حتى تكتمل إجراءات خصم نصيبه من الراتب طِبْقًا لأنظمتها التي أراها جائرة في حقّ المُتقاعدين وورثتهم!. الأرملة المسكينة اعتذرت للمؤسّسة بأنّ ابنها تخرّج منذ مُدّة وجيزة، وقد نسيا التبليغ في خِضِمّ كدح الحياة، ثمّ التمست منها أن تُحرّر ما بقي من الراتب المتواضع ليُعينها على بعض حوائج العيد!. العيد؟؟.. العيد؟؟.. لقد جهِلَت أنّ العيد بعيون المؤسّسة هو صِنْفان: صِنْفٌ سعيدٌ لمسؤوليها الذين بدأوا الاستمتاع بإجازتهم الرسمية، سواءً ما بقي من شهر رمضان ولياليه العشر الأخيرة، خاصّة ليلة القدر، أو الاستعداد مع أهليهم وذريّاتهم للعيد بشراء حوائجه، وتربّص أفراحه ومناسباته ولياليه المِلاح، وليست هناك مشكلة لديهم أن تنتظر الأرملة إلى ما بعد العيد لتحرير الراتب!. وصِنْفٌ غير سعيد، وهو للأرملة المكلومة التي ستُعيِّد بدون راتب، ولا حتى هللة واحدة، ولِسانُ حالها الصائم والحزين ينشد: عيدٌ بأيّ حالٍ عُدْتَ يا عيدُ!. وهناك صِنْفٌ ثالث لكنه بعيني أنا، إذ استغرب من أمريْن، هما قسوة مؤسّسة التقاعد على المتقاعدين وورثتهم، وهي لم تُصبح كيانًا مُعتبرًا إلاّ بأموالهم، وتفرّج جهاتنا المعنية على أنظمة المؤسّسة الموضوعة وغير العادلة دون استبدالها بأحسن!. تويتر: T_algashgari [email protected] @T_algashgari [email protected]