قرأت ما كتبه الدكتور جبرين الجبرين في "الوطن" العدد 4175 الصادر يوم الاثنين 12/4/1433 تحت عنوان "التقاعد ومطالب الفوضى" وقد استغربت كثيراً كيف يعتبر الكاتب مطالبة المتقاعدين بتحسين أوضاعهم المعيشية وأوضاع ذويهم وورثتهم "فوضى"، والسؤال الذي أود أن يتفضل الكاتب بالإجابة عليه: لمن تريد أن يذهب راتب المتقاعد بعد وفاته؟ أليس هذا الراتب سبق حسمه من راتبه عندما كان على رأس العمل وبالتالي فهو حق ثابت مكتسب للمتقاعد وورثته من بعده وليس هبة من أحد يعاد بعد الوفاة للواهب؟ أما مؤسسة التقاعد فهي لم تنشأ لتكون مؤسسة ربحية وإن استثمرت شيئا من أرصدتها لمصلحة المتقاعدين فهذا شيء جيد، ولكن يجب عندما تحقق هذه الاستثمارات عوائد ربحية أن يتحول أغلبها لمصلحة المتقاعدين، لأنها منهم ولهم، بحيث يحصل منها المتقاعد على راتب مجز وعناية صحية ومسكن مناسب. أما القول بأنه يجب أن تنظر مؤسسة التقاعد لموجوداتها نظرة استراتيجية تحمل بعداً زمنياً يخدم الأجيال المقبلة وأن مهمة جيلنا المعاصر هي المحافظة على موجودات المؤسسة فكيف نحافظ على هذه الموجودات للأجيال المقبلة ونترك جيلنا ومتقاعدينا الحاليين يطحنون من أجل أن نضمن للأجيال المقبلة حياة كريمة؟! إن موجودات مؤسسة التقاعد والتأمينات الاجتماعية ليست آبار بترول نحافظ عليها للأجيال المقبلة باعتبارها ثروة وطنية، هذه الموجودات ما هي إلا من العائدات التقاعدية التي سبق استقطاعها من رواتب المتقاعدين وبالتالي فهم الأحق بها وبما تحققه هذه الاستثمارات من عوائد ربحية. ثم يستطرد الدكتور في مقاله فيقول إن المطالبين بأن يحصل أبناء المتقاعد المتوفى على نصيبهم من راتب والدهم أو والدتهم باعتباره تركة خلفها لهم أحد الوالدين، يقول إن هؤلاء لم يقرؤوا نظام التقاعد ولم يفهموه حق الفهم، ونقول رداً على ذلك إن النظام الذي يتحجج به الكاتب هو من وضع البشر، وكنت أتمنى من الدكتور الجبرين أن يطلب وعلى عجل تعديل نظام التقاعد الذي أكل عليه الزمان وشرب بحيث يعاد النظر فيه بما يعود على المتقاعدين وذويهم وورثتهم بالعائد المجزي الذي يكفيهم ذل الحاجة ويقدم لهم خدمات تضمن لهم حياة كريمة. إن من ينزل لواقع المتقاعدين ويلامس أوضاعهم سيجد البؤس والحرمان وقلة ذات اليد، فمعظمهم مازال راتبه لا يفي باحتياجات المعيشة الأساسية في هذا الزمن الذي أكل فيه الغلاء الأخضر واليابس، وكل الذي نستطيع قوله: كان الله في عونهم.