في الأيام الماضية، ومع كارثة جدّة الثانية، طلعت علينا مؤسسة التقاعد بأنها تنفرد دون جهات التقاعد في دولٍ أخرى كثيرة، بمزايا عديدة ومنافع شاملة! وضربت لنا مثلاً فاستمعوا له، ولكن لا تفقدوا أعصابكم، إنه استلام (80%) من المتقاعدين لراتب يدور في فلك ال (3000) ريال!!! وبعد قول (حسبنا الله ونعم الوكيل) دعوني أقل لكم كيف انفردت: في الوقت الذي أنّت فيه جدّة من سيولها وأمطارها، بمن فيها من مواطنين موظفين ومتقاعدين، وفي الوقت الذي هبّت فيه أجهزة الدولة ومتطوّعوها لتخفيف أنين جدّة، انفردت هي بالمنِّ على المتقاعدين بطريقة استفزازية، تؤكّد أنها في وادٍ وهم في آخر، وأنها بعيدة عن همومهم، وداحضة لسني حياتهم التي أفنوْها في خدمة بلدهم، وإلاّ كيف تعتبر استلام (80 %) منهم لراتب (3000) ريال ميزة ومنفعة؟! إذ ماذا تفعل هذه ال (3000) ريال؟! هل تشتري لهم أرضاً؟! هل تبني لهم بيتاً؟! هل تُزوِّج لهم ابنةً أو ابناً؟! هل تفتح لهم مشروعاً؟! هل تعول لهم عائلةً مُكوّنةً من نصف درزنٍ من الأولاد والبنات؟! ذكورهم وإناثهم عاطلون؟! طبعاً كلاّ ثمّ كلاّ، إنها حتى لا تكفي لشراء أكفان وتجهيزات دفنهم بعد وفاتهم، ناهيكم عن استئجار كراسٍ ولمْبات أمّ (60) شمعة لعزائهم!. يا حسرتاه على هذه المؤسّسة التي تقتطع الأموال من رواتب الموظفين لتستثمرها وتثْرى، ثمّ بعد تقاعدهم تتصدّق عليهم بالفُتات، وبالمنّ والأذى! أتمنى من المؤسّسة أن تذكر أسماء الدول الأخرى التي أشارت إليها لأعرف إن كانت من دول العالم الأول التي تُرفّه مُتقاعديها، وتجعلهم يشعرون أنّ حياتهم الحقيقية بدأت مع تقاعدهم؟ أم من دول العالم الثالث؟ وأن تُجْرِي كذلك استبياناً بين الموظفين ليختاروا فيه أحد بديليْن: (1) تسليمهم رواتبهم كاملةً دون اقتطاع مُخصّصات التقاعد، ليدّخروها أو يستثمروها كما يشاءون هم، لا هي! (2) استمراريتهم في نظام تقاعدها! أعتقد أنّ جلّهم، إن لم يكن كلّهم، سيختارون البديل رقم(1)!. [email protected]