لفت انتباهي وشدني التغني بالخصوصية وكأننا نختلف في أشخاصنا عن بقية المسلمين في شتى بقاع العالم . وأقول يجب أن يتطهر مجتمعنا من الغش والخداع والنميمة والبهتان والكذب سواء في الأعراض أو التجارة وكذا في جميع تعاملنا وكذلك المجتمعات المسلمة جميعها ويجب وجوباً علينا التّحلي بالأخلاق الحميدة والروح الطيبة وهذه الأخلاق الحميدة واجبة على المسلمين جميعاً في هذه الأرض المقدسة وغيرها حتى في بلاد الكفر . فإذا ماتممنا هذا نكون قد استمددنا خصوصية من ديننا الحنيف كمسلمين أجمعين وراعينا خصوصية المكان وكنا قدوة . ويجب أن نكون أول من يحترم مقام هذه المقدسات من كعبة مشرفة والمسجد الحرام الذي يحتضنها وحرم مكةالمكرمة ككل الذي يشمل قبلة المسلمين والمدينةالمنورة وما تشتمل عليه من قبر شريف تشرّف بصاحبه صلى الله عليه وأله وسلم ومسجده صلى الله عليه وآله وسلم وما يحتوي من روضة شريفة من رياض الجنة وحدود المدينة ككل المحرمة دعونا نعترف بأننا فرّطنا كمسلمين في أغلب تعاليم الإسلام في تعاملنا مع بعضنا البعض وحتى سلوكياتنا داخل الحرم المكي وأمام الكعبة المشرفة وداخل الحرم المدني وأمام القبر الشريف صلى الله على ساكنه وآله وسلم وفي الروضة الشريفة وتدلل سلوكياتنا على تخلفنا الأخلاقي والذي سوف نُحاسب عليه وتجد تناصحنا غير سوي والكل يريد فرض وصايته وولايته مع الجهل بكثير من بواطن الأمور وشرعيتها ومشروعيتها . وفوق ما سبق تجد في حياتنا العامة والشخصية ، ضاق بنا الخلق ولم تسعنا كثير من حسن الأخلاق والالتزام بالأنظمة والقوانين من قوانين سير بالمركبات إلى قوانين مكافحة الغش فتمادينا في تلك الأمور إلى أن نُعتنا بالتخلف وسبقنا الغرب إلى قيم نحن أولى بها وشرعت لنا منذ أكثر من 1400 سنة . وبناء على ما سبق نجد أن الخصوصية للمسلمين جميعاً وليست لنا خاصة دون الآخرين , إذا ما تمسكوا بشرع الله وتشمل حتى من هم في غير بلاد المسلمين كما أسلفت وخصوصية المكان لنا أكرر خصوصية مكان , ويجب أن نكون على قدره ولا ننسى خصوصية المكان للقدس الشريف الذي يبكي عليه المسلمون لأنه في يد مغتصبين ولا حول ولا قوة لنا بسبب ضعفنا الكبير ، وأيضاً بيوت الله من الأماكن التي لها خصوصية والحمد لله ممكن إقامتها في أي مكان وفي كل زمان وليس لأحد من المسلمين خصوصية فوق أحد ولا تفضيل إلا بالتقوى . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحدٍ سواه [email protected]