إخواني حجاج بيت الله الحرام : المسلمون بخير ما تناصحوا، وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر، وتعاونوا على البر والتقوى، ولذلك فإني اذكر اخواني حجاج بيت الله الحرام، بأنهم في أيام فاضلة وأماكن مباركة، وانهم قدموا من ديار بعيدة وتحملوا مشقات كثيرة استجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وقياماً بواجب عظيم، وعمل صالح جليل، امرهم الله تعالى به حيث قال : (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين) آل عمران 97، وهذا يقتضي منهم اموراً ينبغي المحافظة عليها والعناية بها، حتى يكون حجهم مبروراً، وسعيهم مشكورا، وذنبهم مغفورا بتوفيق من الله وعون، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. ومن هذه الأمور: أولاً : يجب على الحاج وغيره ان يخلص نيته وقصده لله تعالى فيجعل عمله خالصاً لوجهه الكريم حتى يقع أجره على الله، وينال ثوابه، قال تعالى: (وما امروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) وقال تعالى : (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه احدا). ثانياً : يجب على الحاج وغيره ان يكون العمل الذي يتقرب به الى ربه مما شرعه الله تعالى لعباده، وان يقتدي في ادائه بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم القائل : (خذوا عني مناسككم). وقد قال الله تعالى : (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً). فالعمل مهما كان صاحبه مخلصاً فيه لله ولم يكن متابعاً فيه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو مردود عليه لا يقبله الله، للحديث الصحيح الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : (من عمل عملاً ليس عليه امرنا فهو رد).. والله عز وجل يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم : (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم). ثالثاً : يجب على الحاج وغيره ان يكون على علم وبصيرة بأمور دينه حتى يقوم بها قياماً صحيحاً، ويؤديها اداءً سليماً على الوجه المشروع، فقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : (قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين). وقد أمرنا الله تعالى ان نسأل اهل العلم فيما اشكل علينا من أمور ديننا، فقال سبحانه : (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون). وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين). وانك أخي الحاج ستجد بعون الله في مكةالمكرمة، والمدينة النبوية، وفي المشاعر المقدسة، وفي مؤسسات الطوافة بمكة، والادلاء بالمدينة، علماء عينتهم الدولة حرسها الله للاجابة عن اسئلة واستفسارات الحجاج فيما اشكل عليهم من امور حجهم وعمرتهم خاصة ومن امور دينهم عامة وذلك مما يسره الله تعالى للحجاج بفضل منه سبحانه، ثم بفضل حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وفقه الله حتى يكون الحجاج على علم ومعرفة بالحق والصواب فيما يفعلون وفيما يتركون فلا تتردد يا أخي في سؤالهم والاستفادة منهم حتى تكون على بينة من أمرك قال تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر أولوا الألباب)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً الى الجنة).