حال الزحام الذي شهدته صرفات البنوك أمس من تمكين بعض موظفي الدولة من صرف الرواتب التي أودعتها البنوك أمس في حساباتهم نتيجة الكثافة العددية الكبيرة التي بدأت تتوافد أمام أجهزة الصرفات في كثير من الميادين والشوارع العامة وقد أدى صرف مساعدات الضمان الاجتماعي ونزول إعانة حافز إلى تفاقم الزحام ونفاد النقود من بعض الصرافات مما سبّب ارتفاع مخاوف المواطنين من عدم الحصول على المبالغ التي تلبي متطلبات أسرهم قبل حلول العيد، فيما أكد أعضاء في مجلس الشورى على مؤسسة النقد القيام بمسؤوليتها حيال متابعة عمل البنوك بعد تزايد شكاوى المواطنين من أعطال أجهزة الصرف مطالبين بضرورة توفير صرافات آلية متنقلة على سيارات مجهزة بصفة خاصة. واوضح ل «المدينة» طلعت حافظ رئيس لجنة التوعية المصرفية في البنوك السعودية أن هذا الزحام طبيعي ومن الامور المتوقعة خلال الايام القليلة القادمة حيث تشهد الصرافات الالية التابعه للبنوك السعودية ضغطا شديدا، معتبرًا ذلك لتوافق صرف مرتبات الموظفين من الدولة والشركات وكذلك مستفيدي اعانة حافز بالاضافة لمساعدات الضمان الاجتماعي, الذى تصادف موعد صرفها وكان متقاربا جدًا من حيث التوقيت. واشار طلعت الى ان البنوك تستعد خلال هذه الفترة لمواجهة الضغط المتوقع من قبل افراد المجتمع من المواطنين والمقيمين لاسيما ان هذه الفترة قريبة جدًا من فترة عيد الفطر المبارك, مشيرا الى ان البنوك وضعت خططا لمواجهة الأعطال التي قد تحدث نتيجة للطلب الكبير والمتزايد خلال هذه الفترة, بالإضافة لتمويل اجهزة الصراف بالنقود الكافية على مدار الساعة خلال الأيام القادمة لتلافي اي نقص وشح في الحصول على المبالغ المالية. واشار طلعت الى ان أجهزة الصراف على مستوى المملكة بلغت 12 مليون جهاز تمثل مختلف البنوك المحلية, فيما بلغ عدد بطاقات الصرافات الآلية المستخرجة 15 مليون بطاقة ولا تزال البنوك السعودية تصدر بطاقات جديدة. واضاف طلعت ان البنوك السعودية ستزيد من اجهزة الصراف الآلي متى ما رأت الحاجه لذلك في ظل النمو السكاني الكبير الذي تشهده المملكة وهو الأعلى على مستوى المملكة بمعدل 2,5% سنويًا. واشار طلعت الى انه عادة تقوم البنوك السعودية خلال فترة الذروة وخاصة الايام التي تسبق عيد الفطر بتكثيف خططها من حيث الزيارات المستمرة لأجهزة الصراف الالي, والتأكد من كفاءتها وتشغيلها وصيانتها. من جانبه يشير الدكتور أسامة فلالي خبير اقتصادي الى «ان البنوك السعودية نشرت الكثير من أجهزة الصرف الالي في كثير من الميادين العامة, وعن الزحام قال بالفعل هو طبيعي نتيجة قرب حلول عيد الفطر المبارك ومستلزم الفرد من توفيره من زكاة الفطر, ومستلزمات العيد. وقال فلالي: على المواطنين ان يتجنبوا تلك الازدحامات بالذهاب للأجهزة البعيدة عن الكثافة السكانية كالصرف من اماكن خارج نطاق الأسواق والازدحامات, وقال البنوك وضعت حلولا وهي صرف المرتبات والمساعدات بوقت كاف ومتفرق, وهنا يجب استغلال تلك الفترة بتحديد وقت جيد للصرف, حيث ان الزحام يعد في بعض المناطق فقط. ويقول عادل السلمي: «متقاعد حكومي» ان ما نشاهده هذه الأيام من ازدحام وتكدس كثير من المواطنين حول اجهزة الصراف الالي يثير الكثير من المخاوف لدينا بنفاد المبالغ المالية قبل حلول اجازة العيد, مما سيزيد من معاناتنا لاسيما ونحن مطالبون بتوفير مستلزمات اطفالنا, وتوفير زكاة الفطر, وشراء متطلبات العيد الاخرى من حلويات ومفروشات وكماليات. واشار السلمي الى ان هذه الفتره تشهد تعطل بعض الصرافات او نفوق ما بها من اموال بسبب الإقبال الكبير على الصرف خلال الأيام التي تسبق عيد الفطر. علي أحمد «مواطن»: ككل عام تشهد أجهزة الصراف الآلي زحاما كبيرا يبدأ من يوم 20 رمضان ويزداد كلما قرب يوم عيد الفطر المبارك, واشار الى ان هذه الفترة تشهد الصرافات الالية زحاما غير مسبوق حيث اضيف عليها بعد مرتبات موظفي الدولة ومساعدات الضمان الاجتماعي إعانة حافز, مما سبب الكثير من العطل على معظم الأجهزة المنتشرة في كثير من الأماكن العامة وحول الطرقات الرئيسية. راكان عسيري يقول: الزحام طبيعي ولكن ما نطلبه نحن من المسؤولين في البنوك توفير السيوله المادية, بالاضافة لتوفير أفراد متخصصين في صيانة الأجهزة بشكل شبه يومي لتلافي الزحام الذي قد يحدث من تعطل احد أجهزة الصرافات المنتشرة. الشوري يراقب خدمات البنوك من جانبه اوضح الدكتور مازن بليلة عضو مجلس الشورى إن على مؤسسة النقد وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات القيام بمسؤولياتها حيال متابعة الية عمل البنوك والخدمات التي تقدمها لعملائها خاصة بعد تزايد الشكاوى حول تعطل اجهزة الصرافة ونقاط البيع وعدم تمكين الناس من قضاء حوائجهم لحجز اموال المواطنين داخل البنوك وتعطل شبه تام لانظمة الصرافة ونقاط البيع. ولفت الدكتور مازن الى انهم في مجلس الشورى سوف ينظرون الى التقارير السنوية التي سترفعها تلك الجهات خلال الفترة المقبلة وتقييمها ومواجهتهم بما تم تقديمه من خدمة, واضاف: إن مثل هذه الشكاوى والإشكاليات التي تواجه المواطنين في كل موسم تحد من سرعة الانطلاق نحو التعاملات الالكترونية وتعطل الخدمة ولا تسهل الحركة التجارية في المملكة وما يعرض علينا من مشروعات دائما ما تحث على ضرورة تشجييع وتاييد الحكومة الالكترونية, ومما لاشك فيه ان هناك قفزة نوعية في تسهيل عملية خدمات المواطن من خلال برنامج «يسر» وكذلك التحسن الملحوظ في العمليات المصرفية والخدمات البنكية عن طريق زيادة اعداد آلات الصرافة في المجمعات التجارية والشوارع والطرقات غير ان هذه الاجهزة وفي أوقات الذروة تتعرض لضغط شديد يحد من عملية الاستفادة من تلك الاجهزة ويصيب المواطن بخيبة امل خاصة في اوقات المواسم والاجازات وكما نشهده خلال هذه الايام, وقال بليلة: بما ان مؤسسة النقد هي الجهة المشرفة على عمل البنوك والمنظمة لها بالاشراف التنفيذي فبات عليها مراجعة حساباتها حول تعاملها مع البنوك والعمل على محاسبة المقصرين وتحسين الخدمة وكذلك الحال بالنسبة لهيئة الاتصالات المعنية بالاشراف على جهات الاتصالات المزودة لخدمة الاتصال فعليها القيام بمسؤولياتها المباشرة بالاشراف على شبكات الاتصالات والعمل على توسيع نطاق الاتصالات من خلال استخدام الالياف البصرية نتيجة السرعة والطلب المتزايد في استخدام الشبكة خاصة بعد ان اصبحت المعاملات الالكترونية المالية جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ومن نهضتنا التي نعيشها. ولفت الدكتور مازن الى ان المواطن السعودي يسافر لسبب او لاخر لبلدان يقصدها ملايين البشر ويزورها اناس اضعاف عدد سكان ذلك البلد ولا يلاحظ المواطن اي تعثر لوسائل التقنية او الخدمات البنكية مثلما نلاحظه في بلادنا مع انهم يستقبلون اعدادا تفوق الأعداد الموجودة في بلدان بل اضعافه، فالمملكة في هذا العصر أصبحت من الدول الاقتصادية الكبرى المرموقة وواحدة من اكبر عشرين دولة في الاقتصاد العالمي لذلك على هذه الجهات وعلى البنوك ان تحسن من خدماتها وترتقي بها لتواكب التطور الذي يعيشه الوطن ويعيشه المواطن والمقيم وان تكون على قدر المسؤولية، فالجميع يعاني منذ بداية الشهر وعلى فترات متقطعة في عملية استخدام اجهزة الصرافة ونقاط البيع خاصة في اوقات التسوق واوقات الذروة. صرافات متنقلة خلال المواسم من ناحيته طالب عضو اللجنة الاقتصادية والطاقة بمجلس الشورى الدكتور سعيد الشيخ البنوك السعودية بتوفير صرافات آلية متنقلة على سيارات مجهزة بهذا الخصوص، مؤكدًا أنه يجب على البنوك تغذية الصرافات الآلية في المواقع باستمرار خصوصًا في أيام مواسم الأعياد وهذا يعتبر إلزامًا على البنوك لما في ذلك من التسهيل على المواطنين في الاستفادة من خدمات البنك، مبينًا أن هناك نقصًا في الصرافات في بعض المناطق. وبرر عضو مجلس الشورى في تصريح ل»المدينة» قلة الصرافات في بعض المناطق والمحافظات بالتكلفة العالية في إنشاء جهاز صراف حيث إنه يشتمل ذلك على اختيار الموقع المناسب بالإضافة إلى الصيانة الدورية لهذا الجهاز وتشغيله، مؤكدًا أن البنوك السعودية تعمل جاهدة على توفير خدمات أفضل للمواطنين من خلال برامجها.