أدى تدني مستوى النظافة وتجاوزات العمالة في اختام الذبائح وتراكم مخلفاتها لساعات بمسلخ بلدية بلجرشي إلى تذمر العديد من المواطنين والذين شكوا من الوضع المتردي الذي آل اليه المسلخ من انعدام مستوى النظافة وانتشار الروائح الكريهة، فضلا عن قدم المبنى والتلاعب في الأختام وتخزين كميات من اللحوم ورؤوس الذبائح في ثلاجات داخل المسلخ وانبعاث روائح كريهة منها مطالبين بسرعة انجاز المسلخ الجديد -المتعثر- والذي طال انتظاره. "المدينة" تواجدت مبكرا ورصدت واقع الحال داخل المسلخ حيث لم نجد طبيب البلدية، وعند سؤال طبيب المسلخ ذكر انه لا يأتي الا في اوقات متأخرة بسبب انشغاله في موقع آخر، كما لاحظنا قيام العمال من الجزارين بالختم على جميع الذبائح من نوع العجول باللون الاحمر الذي يشير الى ان الذبيحة بلدية دون النظر الى كونها بلدي أو مستورد، وأفادوا ان طبيب البلدية وجههم بذلك، كما لوحظ مشاركة المواطنين في أعمال الذبح نظرًا لقلة العمال وكثرة الزبائن. يقول المواطن علي بن صالح إن الوضع داخل المسلخ مؤسف جدا بسبب تراكم مخلفات الذبائح على الأرض وتنبعث منها روائح كريهة وينتشر معها الذباب في الارجاء فهم يذبحون عددا من الذبائح دفعة واحدة ثم يبدأون سلخ الواحدة تلو الأخرى وقد يؤدي ذلك الى كارثة بيئية لا سمح الله. ويقول عطية حمدان إن المسلخ يفتقر الى أدنى الاشتراطات الصحية، فانهار الدماء غطت الارجاء وذبائح الملاحم تبقى معلقة ساعات طويلة حتى استلامها فضلا عن تراكم مخلفات الذبح والروث والرؤوس والاحشاء في مشهد مقزز. فيما ابدى حسين علي الغامدي استياءه من وجود ثلاجات داخل المسلخ تخزن فيها كميات كبيرة من اللحوم تباع على المطاعم وبعض العمالة باسعار زهيدة -على حد تعبيره- وتنبعث منها روائح كريهة كما يقوم المواطنون بالمشاركة في أعمال الذبح نظرا لقلة الجزارين. أما ثامر زايد فيقول: يقوم جزارو المسلخ بالختم على الذبائح الخاصة بالملاحم بدون حسيب ولا رقيب ويضعون الختم الاحمر الخاص بالذبائح المحلية على معظمها دون تصنيف مضفيا ان من المفترض من يقوم بالختم على الذبائح هو موظف البلدية لمنع التجاوزات والتلاعب. واضاف ان اغلب الملاحم تنقل اللحوم بطريقة بدائية في صناديق وشنط السيارات وامام انظار طبيب البلدية بالرغم من مخالفة ذلك لاشتراطات الصحية. "المدينة" نقلت المشهد لرئيس بلدية بلجرشي المهندس محمد فقيه والذي قال: بالنسبة لعملية النظافة والتخلص من بقايا الذبح فإن هناك قصورا في النظافة ناتجا عن صغر حجم المسلخ وزيادة الطلب على الذبح في هذه الفترة، وقد بلغنا المختصين بتكثيف الرقابة وتحسين الاداء في المسلخ فترة الذروة علما بان البلدية قد قامت بعملها ومتابعة تلك المخالفات وقمنا بتطبيق اللوائح والجزاءات على مقاول المسلخ، مضيفا انه تم رصد عدد من الملاحم تنقل اللحوم في سيارات غير مجهزة وتم تطبيق العقوبات والجزاءات عليها وما زالت البلدية تبحث عن تلك المخالفات للحد منها، مبينا ان الاختام موزعة بلونين الاحمر للذبائح المحلية والازرق للمستورد، ويختلف نوع وشكل الختم حسب نوعية الذبائح من جمال وبقر واغنام كل حسب الصنف ويضع الختم من يقوم بعملية الذبح تحت اشراف الطبيب الخاص بالمقاول على المسلخ. وأضاف فقيه: يوجد لدى البلدية 3 أطباء بيطريين ولهم اختصاصاتهم في البلدية ويقومون بالاشراف المباشر على المسلخ، وهناك طبيب مكلف بالاشراف والمتابعة المستمرة على المسلخ ويستلم البدلات المخصصة للاشراف على المسلخ والبدلات المستحقة له كطبيب بيطري وقد تمت مساءلته عن اسباب التأخر في هذا اليوم وقد ابدى اسباب لذلك التأخير واخذنا عليه التعهد اللازم والتزامه بالمتابعة، مشيرا انه تم تكيلف مختصين في البلدية للوقوف على الثلاجات ووجدنا بالفعل نتائج غير مرضية وهو تصرف فردي من العمالة. وعن مصير مسلخ البلدية المتعثر قال فقيه: يوجد تأخر في المشروع وهناك اجتماع مع المقاولين المتعثرين في بداية شهر شوال وسوف يتم تدارس الوضع في تأخر مشروعات البلدية ومن بينها مقاول المسلخ ونعدكم بأن ينتهي المسلخ في أقرب فرصة لنتمكن من تلافي جميع الملاحظات.