في مثل هذا الوقت من كل عام تطل علينا بوادر أزمة مياه، يعاني منها المواطنون في جدة، والعديد من مناطق ومدن المملكة ولكن هذه المرة اختلفت أسباب الأزمة عن المبررات المعتادة من زيادة الإقبال أو الضغط أو مواسم العمرة ورمضان وما إلى ذلك من أسباب، ففي هذه المرة كما تقول الأمانة أن السبب هو انفجار أنبوب خاص بالتحلية، ينقل المياه العذبة ويمر أسفل الطريق الرئيسي الرابط بين إشارة كيلو 11 حتى محطة التحلية بكيلو 14، وهو ما أراق المياه العذبة في الشوارع.. بينما تنفي شركة المياه هذا القول، وتتهم حفريات الأمانة بأنها التي أتاحت منافذ للمياه «الجوفية» للتتسرب من خلالها إلى الشوارع.. وبين هذا الرأي وذاك، وفي الوقت الذي تراق فيه كميات كبيرة من المياه في الطرقات، تمتد طوابير المواطنين المنتظرين في ردهات محطة أشياب 14 ومحطة أشياب الصواعد للحصول على حصصهم من المياه إن وجدوها. مياه مهدرة يقول عبدالله المالكي أحد سكان كيلو 14: على مدار يومين ونحن ننتظر الحصول على وايت مياه، نظرًا لخلو الخزان في المنزل، ولم أكن أعلم أن هذه المياه التي ظهرت خلال هذين اليومين هي بسبب انفجار أنبوب، وكنت أظنها مياه مجاري أو جوفية ظهرت جراء أعمال الحفر التي تتم في شوارع الحيين، وقد سمعت كلاما يدور بين المواطنين في الأشياب يتحدثون عن ذلك، وبدأت أصدق هذا التصور حين لاحظت تدفق كميات كبيرة من المياه عند إشارة كيلو 11 وتمتد حتى إشارة كيلو 14 وبكمية من المستحيل أن تكون جوفية أو حتى مجاري، خصوصًا أن الماء عذب ولم يكن به رائحة مجاري إلا في بعض المواقع المعلومة لدينا بأنها تعاني من طفوحات مياه الصرف الصحي وقد اختلطت بها. ويضيف المالكي: أين هم حتى اللحظة على مدار يومين ولم يتحرك أحد لحل المشكلة سواء في نقص ضخ المياه للأشياب أو في مشكلة انفجار أنبوب التحلية، أليس هذا هدرا للمال العام وحق المواطن؟. من ناحية أخرى يطالب المواطن محمد الشريف بتعويض المتضررين مقابل نقص المياه وإهدارها في الشوارع على حد قوله، قال: أين الجهة المسؤولة عن هذا الهدر؟، أين شركة المياه وفريق رصد المخالفات على المواطنين الضعفاء الذين تسجل بحقهم غرامات مالية جراء رصد المراقب ما يقارب لتر من المياه منسكبة فوق فتحة الخزان، أين هم لا يشاهدون ملايين لترات المياه العذبة التي تتسرب من مواسير التحلية العابرة من أسفل مدخل حي كيلو 11 والتقاطع الكبير والتي بسببها أغلق الشارع الرئيسي بصبات خرسانية، أليس هذه مخالفة منهم؟ أما أنا فأنتظر داخل محطة الأشياب للحصول على وايت مياه لكني لا أجده، لأن المياه التي كان من المفترض أن تكون في خزانات المحطة لتقسيمها بين المواطنين، هي الآن منهمرة في شوارع وطرقات حي كيلو 11 وحي كيلو 14 بسبب انفجار أنبوب التحلية الذي أهدر المياه وأهدر حقنا فيها. إغلاق الطريق ويشكو سعود الحربي من غلق الطريق الرئيسي الرابط بين كيلو 11 وكيلو 14، ويقول: لإغلاقهم الطريق بسبب المياه التي تملأ الشارع أضطر للدخول من حي قويزة مرورًا بحي الحرازات حتى أصل لمنزلي في كيلو 14، ويستغرق ذلك أكثر من ساعة ونصف، خصوصًا أننا نخرج من الدوام بعد العصر وأصل منزلي المغرب، مع العلم بأني لم أكن أستغرق للوصول لمنزلي من مقر عملي سوى نصف ساعة، فأنا أتعجب من الجهة المسؤولة عن غلق الشارع بحجة إصلاح الأنبوب المسرب للمياه، فهي لم تقم بإصلاحه حتى الآن نحن في اليوم الثالث ولم يتم إصلاح الخلل ولم يفتح الشارع. الأمانة: ليست مسؤوليتنا ومن جانبه نفى رئيس بلدية الجنوبية المهندس عبدالله الشيخ أن تكون هذه المياه المتدفقة في الشوارع بسبب المشروعات القائمة على طول الطريق الرئيسي لصالح مشروعات تصريف مياه الأمطار والسيول، وقال الشيخ: إن المياه المتدفقة في شوارع حي كيلو 11 وصولًا حتى حي كيلو 14 هي مياه عذبة تتدفق من أنبوب يعود لتحلية المياه حصل فيه انفجار لا أعلم أسبابه، وقد خاطبنا شركة المياه الوطنية لوضع حد لما يحدث والمسارعة بإصلاحه، ومن جهتنا نحن قمنا بما يمكننا فعله لفتح الطرق في الحي والحرص على راحة مواطنيه. شركة المياه: الجوفية السبب ونفى مدير وحدة أعمال مياه جدة المهندس عبدالله العساف أن تكون المياه في شوارع كيلو 11 وكيلو 14 مصدرها أنبوب متضرر للتحلية، وقال إن المياه التي تتدفق هناك في الشوارع هي بسبب المياه الجوفية التي وجدت طريقها للخروج عبر حفريات المشروعات التي تحت مسؤولية أمانة محافظة جدة، وغير صحيح أنها مياه من أنبوب تحلية. وأضاف العساف: بالنسبة للزحام في الأشياب فهذا أمر مختلف ولاعلاقة له بالمياه الموجودة في الطرقات، وهو زحام طبيعي نظرًا للزيادة في الطلب على المياه من قبل المواطنين في هذا الشهر الفضيل، ولا توجد أزمة مياه نهائيا، ونحن نبذل قصارى جهدنا لتلبية رغبات المواطنين.