لا عجب أن تُسانِد روسيا والصين نظام بشار الأسد في قمْع الشعب السوري الشقيق، فلهما تاريخٌ حافلٌ في قمع الشعوب المُستضعفة، في ظلِّ تغميض دول الغرب لعيونها، وسدّ آذانها، وتقفيل أفواهها، رغم ما تتشدّق به ليل نهار من حقوق الإنسان!. تركستان الشرقية، أو أرض الأتراك، بلد مسلم سُنّي، عقيدة أهله هي التوحيد النقي مثل نقاء الثلج الذي يتساقط عليه في الشتاء، وقد دخله الإسلام في نهاية القرن الهجري الأول على يد القائد قُتيبة بن مسلم، وتمتّع لعشرات القرون بالعيْش الكريم في كنف الإسلام، حتى احتلّته الصين في بدايات القرن الماضي بالتواطؤ مع روسيا، وأطلقت عليه اسماً صينياً هو (سينكنيانج)، أو المقاطعة الجديدة، ونهبت كلّ ثرواته من البترول والغاز واليورانيوم والذهب والزنك والفحم والمعادن لصالح نهضتها الاقتصادية الحالية!. كما مشت شوطاً طويلاً في محو هويته الإسلامية، فهجّرت إليه كثيراً من الصينيين من عِرْق الهان، كي يطغى على العِرْق التركستاني، وأغلقت جُلّ المساجد، وقنّنت الصلاة فيها لمن تجاوزوا الخمسين من العُمْر فقط، وفرضت المناهج الدراسية التي تُهاجم الإسلام وتسخر منه، وأحرقت الكتب الدينية التي ألّفها علماء الإسلام العِظام ممّن تعود أصولهم إليه، مثل البخاري ومسلم، ومنعت مدارس تحفيظ القرآن الكريم!. وقد ثار التركستانيون عدّة مرّات، كان آخرها عام 2009م، لكنّ الجيش الصيني القوي أخمدها كلّها، وقتل وسجن منهم الآلاف، فميزان القوّة مُفرط الميول لصالحه، فكانت ثوراتهم خريفاً حزيناً ومأساوياً عليهم، فمتى تتحرّك الدول الإسلامية لنُصرتهم؟ بالدبلوماسية في المحافل الدولية، وبسلاح الاقتصاد الذي تحسب له الصين مليون حساب، وبالإعلام لتعريف العالم بقضيتهم العادلة، وصولاً إلى ربيعهم الذي يستحقّونه، وإلاّ فقدنا هذا البلد المسلم إلى الأبد!. @T_algashgari [email protected]