هذه العبارة يقولها بعض الناس هداهم الله في حالة غضبه وهيجانه لأمر لا يرضاه فقد يلعن الزوج الساعة التي عرف فيها زوجته وقد يلعن الموظف الساعة التي عرف فيها هذه الوظيفة وغيرها من الحالات. ولاشك أن هذه اللفظة محرمة لا يجوز قولها ، فإضافة إلى كونها تسخطا من الله وقضائه فهي من سب الدهر وهو محرم ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :: قال الله تعالى ( يؤذيني ابن آدم ، يسب الدهر ، وأنا الدهر ، أقلب الليل والنهار) قال العيني في عمدة القاري (19 / 167):»قَوْله: (يوذيني ابْن آدم) قَالَ الْقُرْطُبِيّ: مَعْنَاهُ يخاطبني من القَوْل بِمَا يتأذي من يجوز فِي حَقه التأذي، وَالله منزه عَن أَن يصير إِلَيْهِ الْأَذَى، وَإِنَّمَا هَذَا من التَّوَسُّع فِي الْكَلَام، وَالْمرَاد، أَن من وَقع ذَلِك مِنْهُ تعرض لسخط الله عز وَجل. وَقَالَ الطَّيِّبِيّ: الْإِيذَاء إِيصَال الْمَكْرُوه إِلَى الْغَيْر قولا أَو فعلا أثر فِيهِ أَو لم يُؤثر، وإيذاء الله عبارَة عَن فعل مَا يكرههُ وَلَا يرضى بِهِ» فكيف لعاقل يتفوه بما يجلب له سخط العزيز الجبار ، وهو في أمسِّ الحاجة إلى رحمة الله ولطفه أن يخفف عنه مصيبته. قال فضيلة الدكتور عبدالله الغنيمان في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (2 / 349): «قال ابن كثير: ((معناه أنهم يقولون: يا خيبة الدهر، فعل كذا وكذا. فيسندون أفعال الله - تعالى - إلى الدهر، ويسبونه، وإنما الفاعل هو الله - عز وجل -، فنهى عن ذلك، هكذا قرره الشافعي وأبو عبيدة وغيرهما من العلماء ...والتقدير: أن ابن آدم يسب من فعل هذه الأمور، وأنا فعلتها، فإذا سب الدهر فمقصوده سب الفاعل، وإن أضاف الفعل إلى الدهر، فالدهر لا فعل له، وإنما الفاعل هو الله وحده». فينبغي للمؤمن أن يراقب ألفاظه كما يراقب أعماله حتى لا يقع في سخط الله وهو لا يشعر.