قص الشيخ سعد بن عبدالعزيز الفريان المفتش القضائي ل»المدينة» ذكرياته مع شهر رمضان بين افراد اسرة آل فريان والمعروف عنها حبها للقران ولحفظه, فقال: احب الاشياء التي كانت عندما كنا في بيت الاسرة في شارع الفريان وسط الرياض والذي يقع بجوار المحكمة, وكان البيت فسيحا, وكانت التهوية كما هي عادة المنازل في ذلك الوقت بفتحة في اعلى سقف المنزل, واتذكر ان هواء الرياض كان في ذلك الوقت عليلا, حيث المنطقة كلها اشجار وخضرة, لدرجة اننا كنا قبيل الفجر نلجأ الى الغطاء من النسمة الباردة, أما في وقت النهار فكنا نأتي بنشافة مبللة بالماء ونضعها على رؤوسنا من الحرارة. وقال الشيخ سعد: كانت الايام جميلة الألفة والود والحب والايثار بين الناس, كان افطار رمضان يجمعنا في مسجد الفريان والملحق به اليوم جمعية التحفيظ, وكان الناس يرضون ويحمدون الله على القليل, ولم يكن هناك من يلهث ويتكالب وراء الدنيا, واضاف: انه بدأ صيام رمضان تدريجيا وعندما وصل الى العاشرة صام الشهر كله, وانه حفظ كتاب الله على ايدي والده, وهو في سن ال18 عاما أتم الحفظ كاملا, واكد انه لا ينسى صوت عمه الشيخ عبدالله الفريان وهو يرفع اذان المغرب في رمضان, وقال: كان صوته عذبا وشجيا, كما لا ينسى إمامة عمه الشيخ عبدالرحمن الفريان -مؤسس جمعية التحفيظ- للمصلين في القيام, مضيفا انه استمر يؤم المصلين حتى توفاه الله. وعن قضاء الاوقات في رمضان قال الشيخ سعد: إنهم كانوا يقضون شهر رمضان في حفظ كتاب الله وتلاوته ومراجعته, وحلقات ذكر الله, فلم يكن هناك ملهيات ولا فضائيات ولا قنوات تليفزيونية تستهلك اوقات الناس كما هو حادث الآن, كان الشباب يلتفون حول العلماء والدعاة, فكانت اياما عامرة, من لم يتم حفظ كتاب الله يبذل الجهد ليتم حفظه. واكد الشيخ سعد بن عبدالعزيز الفريان انه لم يقض يوما واحدا من شهر رمضان خارج المملكة, وقال: احرص تماما ان اقضي الشهر كله داخل السعودية, ويضيف: انه يفضل الذهاب الى المدينةالمنورة ويستأجر له ولاسرته مسكنا قبالة الحرم المدني, ويقول: ان صوت الشيخين الخليفي وعبدالله خياط هما الاقرب الى قلبه, ويضيف: صوتهما عذب في التلاوة, والقرآن يخرج من القلب, والدعاء عفوي وتلقائي وبلا سجع ولا تكلف, ويرفض الشيخ الفريان التنقل بين المساجد والجوامع في رمضان ويؤكد انه يصلي في المسجد المجاور لمنزله, لانه يرتبط به في كل الصلوات, ويلتقي مع جيرانه وجماعة المسجد, اما عن الافطار فيقول: ان السنة التمر واللبن, وبعض الشوربة ثم الصلاة, وتناول العشاء مع الاهل وخاصة الاعمام وابناءهم.