قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الدكتور حسين آل الشيخ: إن بلوغ هذا الشهر نعمة كبرى، ومنة عظمى، وإنه شهر الخيرات والبركات ففيه تكفر السيئات وترفع الدرجات، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)، (إذا جاء رمضان فتحت الجنة وغلقت النار وصفدت الشياطين). وأكد آل الشيخ أن الفوز الأعظم والفلاح الأتم في اغتنام أوقات هذا الشهر بالمبادرة إلى الطاعات، والمسارعة إلى فعل القربات، والجود بكل بر بأنواعه المختلفة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، موضحاً أن الخسارة الكبرى التي لا تعوض هي الإهمال والتفريط وتضييع أوقات هذا الشهر سدى فكيف بتضييعها في المعاصي وفعل السيئات؟، مضيفاً أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال آمين ثلاثاً، فقيل له لماذا قلت آمين؟ فقال: إن جبريل عليه السلام أتاني فقال لي: رغم أنف امرئ أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله فقال: أمين، فقلت: أمين. ووجه المسلم بأن يحبس نفسه على طاعة الله، وكل سبب يجعله وليا من أولياء الله، وأن يعكف بقلبه وجوارحه على ما ينفعه في آخرته فهذا هو الفوز الأعظم وطريق عاقبته الجنة، يقول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، موضحاً أن أعظم الأعمال فضلا تلاوة القرآن بتدبر وتعقل وتمعن، خاصة في هذا الشهر فهو شهر الصيام وتلاوة القرآن يقول الله تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)، فاجتهدوا في هذا الشهر بالابتهال والتضرع للمولى جل وعلا، وأن يصلح أحوال المسلمين وأن يحفظهم في كل مكان يقول النبي صلى الله عليه وسلام، ثلاث لا ترد دعوتهم وذكر منهم الصائم حين يفطر وفي رواية حتى يفطر. ووجه فضيلته أئمة المساجد بأن يجتهدوا في القنوت ويطبقوا السنة، ويجتنبوا السجع المبالغ فيه، يقول ابن عباس رضي الله عنهما لإمام صلى خلفه (اجتنب السجع فإني وجدت أصحاب النبي يجتنبونه)، وأن يحرصوا على الإخلاص والصدق وتجنب الاعتداء في الدعاء، والتطويل على المصلين.