جاكرتا 5 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز) - لايزال من الممكن للرئيس الامريكي باراك أوباما -أشهر سكان جاكرتا السابقين- أن يتوقع ترحيبا حارا به عندما يزور إندونيسيا الاسبوع المقبل.. لكنه لن يحظى بنفس القدر من الشعبية. ومما قد يعطي دلالة لهذا شعبية الإندونيسي إلهام أنس شبيه أوباما. فقبل عامين ظهر أنس على شاشات التلفزيون وفي الاعلانات للترويج لكل شيء بدءا من بطاقات الهواتف وانتهاء بالبسكويت.. لكنه اختفى الان من الساحة. وقال أنس "الأمور هذا العام ليست كما كانت عليه في البداية. مازلت أحصل على أعمال لكن معظمها في الخارج." والتف الاندونيسيون في البداية حول أوباما وكأنه ابن عائد بعد غياب طويل إذ أنه عاش سنوات من طفولته في جاكرتا وكان والده مسلما من جزيرة جاوة.. لكن شعبية أوباما تتراجع في إندونيسيا مثلما هو الحال في أنحاء أخرى بالعالم. وألغيت من قبل زيارتان كان من المقرر أن يقوم بهما اوباما لاندونيسيا مما يزيد من أجواء الفتور التي تكتنف الزيارة هذه المرة. وأزيل تمثال لاوباما وهو فتى صغير من ساحة في وسط جاكرتا في فبراير بعد حملة على موقع فيس بوك للتواصل الاجتماعي قال فيها إندونيسيون إنه لم يفعل ما يستحق هذا التكريم. ونقل التمثال إلى المدرسة التي تلقى فيها أوباما تعليمه في جاكرتا وهو صغير. لكن بشكل عام لاتزال شعبية أوباما أقوى بكثير من شعبية سلفه جورج بوش الذي ينظر إليه في إندونيسيا على أنه معاد للاسلام. وقال نور الهادي أحد سكان جاكرتا "بذل أوباما جهدا أكبر من بوش لدعم الوئام العالمي.. لذا فهو أفضل من سلفه." ويشعر الكثير من الاندونيسيين بخيبة أمل لاستمرار بقاء القوات الامريكية في أفغانستان كما أنهم لا يرون تغيرا حقيقيا في السياسة الخارجية الامريكية في الشرق الاوسط. وقال خليل رضوان رئيس مجلس العلماء الإندونيسي "في البداية ألقى أوباما كلمة في مصر قال فيها إنه يريد التواصل مع العالم الإسلامي."وتابع "كانت الكلمة طيبة لكن هل كانت مجرد ألفاظ تقال أم كانت تعبر عن شعور حقيقي؟ كان يجب أن يخفض الدعم الأمريكي لإسرائيل حتى يظهر أنه لا يدعم الإمبريالية الإسرائيلية وانتهاكات حقوق الإنسان. لكن على حد علمي لاتزال الولاياتالمتحدة ترسل أسلحة لإسرائيل." وتأتي زيارة أباما لإندونيسيا ضمن جولة آسيوية يأمل أن تقود إلى المزيد من الصادرات وتوفير فرص عمل بعد ثلاثة أيام من تكبد حزبه الديمقراطي خسارة انتخابية كبيرة بسبب ضعف الاقتصاد. وسيزور أوباما الهند واندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان في رحلة تستغرق عشرة أيام يجري خلالها محادثات تتعلق بالتجارة وقضايا اقتصادية أخرى ويطمئين حلفائه في اسيا القلقين بشأن الصين. وسيحضر أوباما اجتماعا مع قادة الأعمال في الهند. وسيعلن «شراكة متكاملة» تشمل علاقات اقتصادية مع اندونيسيا ويحضر قمة مجموعة العشرين للقوى الاقتصادية العالمية في سول ويشارك في منتدى اسيا والمحيط الهادي في يوكوهاما في اليابان.