سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لا تاخدي ليموزين! ليت القضية تحل بخروج بسيط على عاداتنا الاجتماعية أو تنازل عن مظاهر العادة فنحن نتنازل ببساطة عن كل هذه العادات التي تعرقلنا في الداخل، عندما نسافر أو نتخطى الحدود
عنوان مقالة الأسبوع الماضي، وهذا العنوان الذي يقدم لهذه المقالة يمثلان وجهاً من أوجه الحيرة التي تعيشها المرأة السعودية وهي تبحث عن وسيلة آمنة تنقلها إلى عملها، جامعتها، إلى الطبيب أو السوبر ماركت أو لزيارة أبويها والعناية بهما مستغلة وقت خروج الزوج إلى عمله والأبناء إلى مدارسهم وأعمالهم بعد أن تنهي التزاماتها المنزلية بعض الوقت فقط تذهب لترعاهم براحة دون أن تثبط عزيمتها وسيلة المواصلات. هذه المداخلة على موقع الجريدة استوقفتني وجعلتني أكتشف أني لم أشر في مقالة الأسبوع الماضي إلى أن الحوار الذي دار بيني وبين الشابة حول حملة ( خدي ليموزين) ونقلته بتفاصيله، كان نوعا من ( فشة الخلق) على رأي إخواننا السوريين - فك الله أسرهم ونصرهم في معركتهم سريعاً بإذنه تعالى - إنها ليست حملة حقيقية، ولم تكن جادة في فكرتها، بل كانت تعبر عن عجزها وحيرتها وأنها – كنوع من إيجاد حل – ستتبنى حملة « خدي ليموزين» من غُلبها. وعندما سألتها عن الأمان هل يتوفر في الليموزين ابتسمت وقالت ( خدي ليموزين ) فهمتها أنا على أنها مزحة أو خدي ليموزين إذا سدت في وجهك الأبواب أو خدي ليموزين وجربي! اكتشفت أن بعض القراء من خلال رسائل الايميل انزعجوا انزعاجا شديدا وظنوا المقالة دعوة للنساء للاعتماد على سيارات الليموزين على ما فيها من مخاطر لأنها عشوائية وليست منظمة وفي هذه المداخلة على المقالة الماضية ( خدي ليموزين ) ونشرت على موقع الجريدة تتضح معاناة المرأة مع المواصلات حتى وهي تبادر وتأخذ ليموزين. أحببت عرضها لأنها تثبت أن القضية أكبر من ( خدي ليموزين ) أو ( لا تاخدي ليموزين) تقول: ( معاناة المرأه مع المواصلات كبيرة الى اقصى مدى ..فجميع النساء تعاني عاملات او غير عاملات ...وللاسف معاناة السيدات العاملات تبدو اكبر لالتزامهن بمواعيد الدوام والتي لا تتخللها رأفة بسبب سائق او طريق ...سائق العائلة قد ترهقه كثرة الطلبات لذا تلجأ السيد العاملة « التي لا يوفر مكان عملها وسيلة مواصلات ولا حتى بدل مواصلات « الى سائق بسيارته وهذا لا يتوانى عن اذاقتها مر العذاب بالغياب والتأخير وياليتها تستطيع ان تحاسبه على تقصيره كما يحاسبها رؤساؤها على غير ذنبها لانها لو فعلت لتركها تتجرع مرارة البحث عن سائق آخر ...انا احداهن سيدتي و بعد معاناة كبيرة قررت ان انتقل بجوار عملي حتى اتخلص من مذلة السائقين ولأمارس رياضة المشي التي أحبها لكن هل تظنين بان الراحة غمرتني ؟! انتقلت من خوف عدم التزام الى خوف عدم الامان فالمشي في الشارع ليس جميلا كما تخيلت لم أعِ انني سأكون عرضة للتحرش والمعاكسات والملاحقة حتى باب المنزل وليس العمارة فقط ..وعرضة الى جريمة اكبر وهي الاعتداء على سرقة الشنطة والتعدي بالضرب والاصابات الناجمة جراء ما يظنه السارق مقاومة وهو في الحقيقة ذهول وخوف يفقد صاحبته التركيز حتى في أخذ رقم السيارة المكون من ثلاث خانات سهلة الحفظ ... تنازلت عن محبة الرياضة وبت اخذ ليموزين ليعبر بي الطريق الى منزلي...وتستمر المعاناة مع سائقي الليموزين... ما يعني ان السيدات يدرن في فلك السائقين شئن أم أبين وبالاصل ليس لديهن الاختيار. « لا شك أن كلاً منا مرت بظرف أضطرت فيه للسير على الأقدام ونالت ما نالت من المعاكسات ومشاعر الخوف من التعرض لأي مكروه لأن الشارع جيّر لنصف المجتمع باعتبار النصف الثاني قابعا في البيوت، لكن الأمر لم يعد كذلك. ليت القضية تحل بخروج بسيط على عاداتنا الاجتماعية أو تنازل عن مظاهر العادة فنحن نتنازل ببساطة عن كل هذه العادات التي تعرقلنا في الداخل، عندما نسافر أو نتخطى الحدود، أبسطها استخدامنا للمواصلات العامة والليموزين في تنقلاتنا دون خوف أو خشية من نظرات تنتقد سلوكنا لكننا هنا نعيش الحيرة ذاتها: خد/ لا تاخد، وليطمئن الخائفون من لجوء المرأة إلى هذه الوسيلة الخطرة بناء على الحملة الوهمية في المقالة السابقة، سأنظم حملة مضادة بعنوان « لا تاخدي ليموزين» ونخلص. [email protected]