كانت هي المرة» الأولى» التي تغادر فيها « وطنها الأم»، لقضاء شهر» العسل»، لعل وعسى أن يوفقها «الله» وتصبح هي الأخرى» أماً «، فكغيرها أصبحت «تذكرة السفر» إلى «ماليزيا» من أحلامها الوردية التي تحققت مع متطلبات الزواج الزهرية. كثيرون هم الذين «سافروا» إلى هناك، فقط في بداية «حياتهم الزوجية»، لأن هذه «الرحلة» بمثابة «بيضة الديك» التي لن تتكرر, هناك من «معاريسنا الجدد» من قبّل «يد زوجته» أمام الملأ، وبمجرد أن يعودا من «رحلة العسل» يعتبر ذكر «اسمها» عورة، ما علينا «المعاريس أبخص». يبدو أن ماشاهدوه، من تنظيم وتطور وتعرفهم على «حضارة إسلامية» جديدة أثر عليهم، وربطوه بحضارة «المسلسلات التركية» المُدبلجة ورومانسيتها، وقد اكتشفوا أنها «أمة مسلمة» مثلنا، ولكن الفرق أن «الحرامية» عندهم يُفضحون بسرعة، لذلك تُنجز المشاريع والمطارات والطرقات في «بلادهم» دون سرقات، و»برضوه» ما علينا «مقاولينا أبخص». نعود «لعروسنا» التي تعرفت «برفقة زوجها» على «فلسفة» قطارات وحافلات «زهرية اللون» خُصصت للنساء والفتيات في ماليزيا، «لحمايتهنّ» من التحرش والاغتصاب، فالمرأة تستقل «القطار الزهري» لوحدها هناك بشكل «آمن ومراقب»، وجميع العاملات من النساء أيضاً، استقلت عروسنا «الحافلة الزهرية» بعد أن سمح لها زوجها، بحكم أنها «وسيلة نقل عامة» لا تعرفها النساء في بلادنا، باستثناء «باصات المدرسة»، التي لا تستطيع التفريق بين أناقة «سائقيها» وأناقة قائدي «خط البلدة», وفي النهاية شعرت بنوع من الاهتمام والخصوصية، وكانت تجربة فريدة لها. بعد شهر العسل أصبحت العروس اليوم «حاملاً»، وهي «تقف» خلف «باب بيتها» لأكثر من «نصف ساعة»، تنتظر وصول «سائق صديقتها» لتذهبا «معاً» إلى المدرسة، فزوجها الذي لن يخرج «باكراً» بسيارته، مصنف من النوع «الحمش» يمنعها من ركوب سيارات «الأجرة أو الليموزين»، خوفاً عليها, لكثرة ما سمع من «قصص» تعرض النساء «للمضايقة والتحرش» من سائقي سيارات أجرة «غير أهل» لركوب النساء معهن. جلست في «المقعد الخلفي» بجوار صديقتها، وبينهما «جريدة يوم أمس»، وهي تدعو الله أن يرزقها بمولود «ذكر», يستطيع حل مشكلتها مع «السيارة» دون الحاجة للناس، وصلت «السيارة للمدرسة»، ونزلت الصديقتان دون أن تنتبها «لعنوان صغير» في الجريدة، يقول « ماليزيا تطلق أسطولاً من سيارات الأجرة الوردية المخصصة لنقل النساء «بعد نجاح تجربة القطارات والحافلات الزهرية. برأيكم ألا تستحق «نساؤنا» اهتماماً خاصاً كهذا؟! ما المانع من استنساخ «تجربة التاكسي الماليزي» بدون «سائقات» طبعاً!! عبر تخصيص سيارات أجرة «رديفة» لمن ترغب ركوبها لوحدها، بحيث يتم وضع «شروط خاصة», للسائق من ناحية «العمر», و»السلوك», و»التأهيل» للتعامل باحترام مع المرأة، وتزويد المركبة بجهاز اتصال أو «طلب للنجدة» في حال مضايقتها, وغير ذلك من «الأفكار» التي تحمي المرأة، وتشعرها «بالخصوصية الحقيقية» التي تسهل تنقلها بسهولة وأمان في كل وقت. قد يخرج «لنا» أحدهم «بركلة خطافية»، رافضاً «الفكرة» وهو لا يعلم حجم «المعاناة الصامتة» للنساء مع «سائقي الأجرة»، وخصوصاً «فئة الشباب» الذين استغلوا «سيارة الأجرة» كستار «للتحرش» بالنساء، ومضايقتهن بعد ركوبهنّ معهم من الأسواق وغيرها، والقصص في ذلك كثيرة وعديدة، مما استدعى استعانة «بعضهنّ» بسائق «المشاوير الخاصة» كبديل «لليموزين» والذي لا يخضع هو الآخر «لأي نوع» من الرقابة، فقط لأنه «ثقة» وجربته «أم فلان»!!. «الحاجة ماسة» لتطبيق «التجربة الماليزية» فوراً، فالمرأة اليوم في «شوارعنا» معرضة للأسف «للركوب» مع أي «سائق سيارة أجرة» يقف أمامها، حتى لو كان متهوراً، أو «غير مؤتمن» على نقلها. لذا فمن حقها «علينا» توفير «سيارة آمنة « لنقلها دون خوف. وعلى دروب الخير نلتقي.