عندما رشحت نفسي لعضوية المجلس البلدي في محافظة ضباء، طلب مني أن أحدد الشعار الذي أستخدمه في حملتي الإعلانية، توقفت أفكر طويلًا واحترت في اختيار عبارة قصيرة ومناسبة، اقترح عليَّ أحد الأقرباء هذا الشعار (الوطن أولًا) أعجبتني واستهوتني هذه العبارة كثيرًا، وبالفعل استخدمتها شعارًا لحملتي الإعلانية، فعبارة (الوطن أولًا) رغم أنها مكونة من كلمتين فقط، إلا أنها معبرة وشاملة وعامة، وتحمل الكثير من المعاني والدلائل، فهي باختصار تشمل وتتضمن كل شيء متعلق ومرتبط بالوطن. وبعد الأحداث الأخيرة التي حصلت في قرية العوامية بالقطيف، تذكرت شعار حملتي، ومن دافع خوفي على وطني، وجدت نفسي أردده: الوطن أولًا، فكل شيء يهون إلا المساس والنيل من أمن ووحدة الوطن وزعزعة استقرار المجتمع، نعم الوطن أولًا في انتمائنا وولائنا له، ولقيادته الحكيمة، والوطن أولًا في خوفنا وحرصنا عليه، والوطن أولًا في دفاعنا عنه وحمايتنا له من أعدائه ومن الحاقدين والحاسدين. والوطن أولًا في تمسكنا ودفاعنا عن وحدته وسيادته وأمنه واستقراره. هذه ثوابت راسخة غير قابلة لمغامرات الطائشين والمغامرين والخارجين عن القانون والمغرر والمضلل بهم، وعملاء الخارج، ويعلم الجميع مدى حرص أبناء الشعب السعودي على المحافظة علي هذه الثوابت (وحدة الوطن وقيادته وأمنه واستقراره) وهي تمثل لهم خطوطًا حمراء لا يسمحوا لكائن من كان المساس والنيل منها أو العبث بها، وكل من يحاول تجاوزها وتخطيها والتعدي عليها سيقف لهم الشرفاء من أبناء هذا الشعب الوفي بالمرصاد. فمنذ أن وحد الملك عبدالعزيز يرحمه الله هذه البلاد وأهلها، وإلى يومنا هذا، والمجتمع السعودي بكل فئاته وطوائفه ينعم بالأمن والاستقرار والرخاء، ولا يوجد فرق ولا تمييز بين طائفة وأخرى. الكل متساوٍ في الواجبات والحقوق، مجتمع تسوده بحمد الله وفضله المحبة والألفة والوئام والأخوة. ولكن نعلم أن هناك من لا يريد لنا الخير، ويضمر لنا الشر، ويريد بث الفتنة في المجتمع السعودي، ولكن بفضل من الله أن أبناء هذا الشعب الوفي لديه من الوعي ما يجعله يعلم ويعرف مدى خطورة هذا الأمر، لذلك فهم على الدوام تجدههم واضعي أيديهم بأيدي قيادتهم الحكيمة، ملتفين حولها، عازمين على التصدي بكل قوة وحزم، لكل من يريد لنا ولبلادنا ولقيادتنا الشر وزرع الفتنة، وزعزعة أمننا واستقرارنا. أخيرًا أسأل الله العلي القدير أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ بلادنا وأهلها من كل مكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء يا رب العالمين. عبدالله حسن أبوهاشم - ضباء