حقيقة لا أتفهم ما يدور في نادي الاتحاد! ولماذا جعلوا من الحبة قبة؟ وكأنهم كانوا ينتظرون قشة لتقصم ظهر البعير. فقصة عبده عطيف لا تحتاج كل تلك الصجة والضجة، وردة الفعل التي هزت أركان العميد بدءًا من المدرب كانيدا، وتصرفاته غير الاحترافية، وكأنه مرتبط بلاعب وليس ناديًا، وما أقدم عليه يجعلنا نعيد النظر مئة مرة في شخصيته، لاسيما أنه مساعد مدرب وجد نفسه جهبذ المدربين مع الاتحاد، ومشكلة الاتحاديين أنهم مَن ينفخون الآخرين ويضخمونهم على حساب انفسهم وتاريخ ناديهم، ومن الإنصاف القول إن كانيدا قدّم عملاً جيدًا الموسم الماضي، أنهاه بدون خسارة، والمهم كيفية مواصلة ذلك النجاح. ونفس ما قيل عن كانيدا ينطبق على عطيف، الذي جاء مصابًا أبعده ناديه، ورفضته الأندية، واحتضنه الاتحاد، ولم يستطع أن يؤدّي مباراة واحدة كاملة، وكافأهم بجزاء سنمار. وأنا لا أنتقد انتقاله، فالعملية احترافية، ولكن أعتب على أسلوبه الغريب، ولا أود أن أقول أسلوبًا رخيصًا بعد أن تكشفت الحقائق بأنه وقّع مع النصر قبل أن يغادر ليعسكر مع الاتحاد، وقبل أسبوعين. وكل تلك المفاوضات والعروض الاتحادية ضحك على الدقون! مارسه عطيف، وبعد كل هذه التصرفات والممارسات يكون الندم على لاعب بهذا الأسلوب، ويحدث انشقاق في نادٍ كبير على مَن استخفّ بهم، وبتاريخهم، وبموقفهم المشرف معه. وتلك الحقيقة يجب أن يعرفها كانيدا؛ ليدرك حقيقة عقليته في التعامل، وكيف خسر فريقًا بأكمله من أجل لاعب أموره منتهية، وحضر في المعسكر ليخلق لنفسه أجواءً إعلامية افتقدها منذ إصابته، أو لم يصل إليها أصلاً. وإن كان من عتب فهو على مَن وقّع مع اللاعب دون أن يضمّن العقد بندًا يحفظ حقوق الاتحاد، وأتذكّر مقولة الدكتور عمر الخولي بأن الإدارة توقّع عقودًا وتنهي تعاقدات، وإشكالات دون علم اللجنة القانونية، وأجزم لو أن الدكتور الخولي «أستاذ القانون» والأكاديمي المعروف اطّلع على العقود، لضمّنها بنودًا تحفظ حقوق الاتحاد، مع تقديري لاجتهادات الدكتور منصور اليامي مدير الاحتراف. وبودّي أن أشيد ببيان المهندس أيمن نصيف الذي تضمن استقالته، ولا بأس من الإشادة، فقد انتقدناه عندما أخطأ، ومن الإنصاف أن نثني على بيانه الذي كشف خلاله حقائق مهمة وقيّمة العرض المقدم لعطيف، وأنصف موقف اللاعبين، وفضّل مصلحة الاتحاد بقرار الاستقالة، ورمى الكرة في ملعب رئيس أعضاء الشرف لنرى ماذا يفعل. قليلاً من المنطق، وكثيرًا من التركيز في تفضيل مصلحة العميد، وقيمته ومكانته وجماهيره المقهورة على أوضاعه تفرض على الاتحاديين رمي تلك الأحداث، وردات الفعل خلفهم، فهي لا تليق بالاتحاد، وجماهيره، وتاريخه الكبير. تحدثوا مع المدرب، وأفهموه حجم خطئه، وأسرعوا في التعاقدات، وحلوا الإشكالات، ولا تؤثروا سلبيًّا على الفريق واستعداداته، واختاروا إدارة بمواصفات المستقبل، وليس سدًّا للفراغ، واتركوا الأسماء، واختاروا إدارة تكنوقراط فعلاً وعملاً بالتخصص، وعملاً مؤسساتيًّا حقيقيًّا، وليس مجرد كلام، وكفاية أخطاء، وسلبيات، وتخبطات، وانقسامات، وخلافات، على أمور تحدث في عالم الكرة. Abdullah [email protected]