بالفعل أنا اشعر بالحسرة الشديدة على تدني مستوى الإنشاد محليًا فمعظم المنشدين على الساحة هواة ،وليسوا محترفين، وهذا الوضع مخالف لحال الغربيين الذين يسعون جاهدين لتقديم أفضل صورة فنية لديهم ، ويهتمون كثيرا بوصول الفكرة للسامع والمشاهد ،ولهذا نجد أكثر الأناشيد الأجنبية جاذبة للشباب. ومن يرقب الساحة يلحظ أنه يرى هواة غير مؤهلين ويفتقدون لأبسط المقومات الفنية ،ومع ذلك يصفهم البعض بأنهم خير من يمثل الإنشاد ، وأنهم الوجه المشرف للمنشدين ! وأدى ذلك الضعف إلى انتشار الأناشيد غير العربية أو المترجمة لأكثر من لغة على النشيد المحلى مثل أنشودة "إن شاء الله" التي ظهرت باللغتين العربية والإنجليزية ،و أصبح الكثير يعرفها، وقد لاحظنا مؤخرا تعلق الكثير من شباب وبنات هذا الجيل بالأناشيد الغربية . وهذا يعود إلى عدة أسباب ..أولهما هو حب التغيير والتنويع، فأي شيء يأتي جديدًا في شكله أو جوهره أو مضمونه تجد الناس تنجذب إليه، والإنشاد عندما يكون بلغات أخرى مختلفة عن اللغة العربية سواء أكان بالإنجليزية أو الفرنسية نجد قبولًا كبيرًا من قبل المهتمين بهذا المجال، فطبيعة النفس البشرية تعشق التغيير. والسبب الثاني من وجهة نظري هو ارتفاع مستوى التقنية، فكثير من المستمعين لا يهتمون بمعرفة ما يقوله المنشد، فقد يقول المنشد كلمات لا يفهمها المستمع ولكنها تؤدى بشكل "مهني". وأعتقد أن الغرب يقدّرون الفن ،ويحرصون على تقديم أعمال مميزة ومتفردة، لذلك نجدهم يجلبون أفضل الموسيقيين والفنانين الذين يتربون منذ نعومة أظافرهم على الأسس السليمة، فنجد المتذوق يحس بجمال أناشيدهم وفنهم بشكل عام ، وعلينا الاستفادة من تلك التجارب حتى نرتقي بالإنشاد محليا .