يتسابق بعض المنشدين قبيل شهر رمضان المبارك في إطلاق الألبومات والكليبات الإنشادية وذلك لميزة هذا الشهر الفضيل واختلافه عن سائر الأشهر في إتاحة الفرصة للاستماع إلى الفن الرفيع، بعض المنشدين بينوا بأن هذا أفضل توقيت لإطلاق الكليبات وذلك بكون المستمعين للغناء الهابط قد يقلعون نهائيا عن الاستماع له واستبداله بالنشيد الهادف، مؤكدين أنه من أبواب الخير، وأن الاستماع له لا يتعارض مع طبيعة الشهر الفضيل، "الرسالة" حاولت استجلاء هذه القضية من خلال هذا الاستطلاع: الغزالي: الانشغال بالعبادة وطبيعة رمضان تمنع إقامة الحفلات ذات التفاعل الحقيقي اليوسف: الشباب يقبلون على سماع الإنشاد بدلًا من الغناء وبعضهم يستمر على ذلك بداية يوضح قائد فرقة جوهرة جدة الفنان عثمان الغزالي بأن لشهر رمضان خصوصيته وأهميته الخاصة في التقرب إلى الله بالطاعات والعبادة، ولذلك كان بعض السلف يتفرغ للعبادة وقراءة القرآن، ويترك مجالسة طلبة العلم؛ لأن شهر رمضان موسم عظيم، ومخصص للإقبال على الله، فترى عامة الناس مقبلون على الطاعة. ونوه إلى أن الحفلات الإنشادية في رمضان ربما تكون شحيحة وقليلة بعكس ما يتصوره البعض، وأضاف أعتقد أن الانشغال بالعبادة وطبيعة رمضان تمنع إقامة هذه الحفلات ذات التفاعل الحقيقي، وعلى مدار السنوات الماضية لا أذكر أن مهرجانًا إنشاديًا مميزًا أقيم في شهر رمضان المبارك. واستدرك إلى القول: بصورة عامة أرى أن إطلاق الألبومات وإقامة الحفلات في رمضان هي فكرة ممتازة أعتقد أنها ستجد استحسانًا من الجمهور، ولا يوجد ما يمنع من تأخير الألبومات أو منع إقامة حفلات، بل على العكس ربما تجد قبولًا واسعًا من جماهير النشيد، ومن عامة الناس باعتبار الإنشاد الديني سيكون مقبولًا لدى عامة الناس في رمضان، وهي فكرة جيدة أيضًا باعتبار أن رمضان يوافق إجازة الصيف لدى الطلاب والطالبات لكن أرى أنه إذا تم الحفل فلا يتعدى موعد إقامته النصف الأول من رمضان. وأضاف الغزالي أكثر الأشخاص يهجرون الأغاني في رمضان تعظيمًا لهذا الشهر الكريم، وهذه فرصة طيبة للمنشدين وفرصة سانحة أدعوهم لاقتناصها لجذب من يتسمع الأغاني وتعريفه بالنشيد، شريطة أن يكون النشيد هادفًا ومتميزًا، ويؤدى بطريقة فنية ومهنية، فأنا أدعو من هذا المقام كل من يستطيع أن يستغل هذه الفرصة؛ لأن يبادر مخلصًا نيته لله، فلعل أحدهم يترك الغناء وسماعه حتى بعد شهر رمضان، ويستقيم أمره فيحصل بذلك الأجر العظيم للجميع. الإنشاد الهادف وبيّن مدير مؤسسة بارقة للإنتاج الإعلامي الأستاذ أيمن اليوسف أن شهر رمضان المبارك يمكن استغلاله لخدمة الإنشاد الهادف، ولا ينبغي النظر إليه على أنه فترة ركود بالنسبة لبعض المنشدين، مبينا أنه في رمضان تتغير الأمور تمامًا حيث يقل الطلب على ألبومات الأغاني وينصرف الناس عن الاستماع لها، خاصة في بداية الشهر، فتجد الشاب الذي يهوى الغناء يستبدله بالإنشاد، وكذلك تنتشر المهرجانات الإنشادية وتزداد بشكل واضح. وأضاف من الأشياء التي لمسناها في هذا الجانب، ومن خلال عملنا بالإنتاج أن محلات بيع التسجيلات الفنية تقوم بشراء كميات كبيرة من ألبومات الإنشاد لبيعها خلال شهر رمضان، وأصحاب هذه المحلات يؤكدون أن الشباب يطلبون هذه الأشرطة بدلًا عن أشرطة الغناء، ولله الحمد كانت نقله لكثير من الشباب من الغناء إلى الإنشاد، وبعضهم يستمر على الاستماع للإنشاد، ويقلع عن الاستماع للموسيقى حتى بعد انتهاء شهر رمضان، وكثير من محلات بيع التسجيلات الفنية قد غيرت مجالها وتخصصت في بيع ألبومات الإنشاد بدلًا عن ألبومات الفن والطرب. المشكلة الحقيقية وأوضح الشاب فواز الفواز أنه خلال شهر رمضان المبارك نجد الشباب الذين لا يستطيعون التورع وترك الغناء يستبدلوه بالإنشاد الهادف وهذا قد يكون مكسبا بحد ذاته، فمن الأفضل لهم، صحيح أننا نريدهم يستمعون للقرآن ويهتمون كذلك بقراءته ولكن البعض قد نجده لا يستطيع ترك الأغاني بشكل مباشر في ذلك الشهر فمن الأفضل له في هذه الحالة استبدالها بتلك الأناشيد والذي يفضل من المنشدين بعضهم وليس كلهم إطلاق بعض الأناشيد ليستطيع المتابعون للمجال الغنائي تركه والتوجه للمجال الهادف. وطالب الفواز جميع المنشدين ألا يتزاحموا في شهر رمضان ويتسابقوا لإطلاق الألبومات فهذه هي المشكلة الحقيقية ولكن عليهم أن يسيروا وفق ما يريده المتابع للساحة وليس وفق أهواء المنشد.