كنت في طريقي للجامعة، ولفت نظري شابٌّ بسيارة قد ظُللت بكاملها باللون الأسود، فلا ترى صاحبها أبدًا، لا من النوافذ الجانبية، ولا من الأمام، ولا من الخلف، وكان شديد السرعة، وشديد التهوّر، وعرّض كثيرًا من السيارات التي تجاوزها للخطر، وشاهدته يقطع إشارتين أو ثلاثًا. كم تمنيتُ وقتها وجود سيارات المرور التي بدأت بالتناقص في الفترة الحالية، ولا أدري السبب. المهم بعد فترة من الافتراق في الشارع، جمعني به الطريق مرة أخرى؛ بسبب الزحمة الشديدة للسيارات التي لم يجد أمامها بدّ من الوقوف. ومن ثم ذهب مع شارع فرعي، فتبعته، وإذا به يدخل مبنى يشبه الاستراحة، فدخلتُ، وإذا به يجلس مع شباب هو رابعهم، وتأخّر عليهم في لعب الورق، أو الكوتشينة. ومن نقاشي معهم خرجتُ بنتيجةٍ واحدةٍ علّلوا لي صنيعهم: لا شغلَ، ولا مشغلة!! سأتركُ لكم التعليق، وبعد نقاش معه هادئ، انصرفتُ وفي طريقي شاهدتُ شابًّا قد وقف بأشعة الشمس الحارقة، يبيع الحبحب. وكم أثلجَ صدري فعلُه، بالقدر الذي ضايقني فعل الأول. ورقة من السنة: روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لأن يحتزم أحدكم حزمة حطب على ظهره، فيبيعها خيرٌ من أن يسأل رجلاً فيعطيه، أو يمنعه". رواه أبو داوود. ونصيحتي للشباب بالبحث عمّا يشغل فراغهم من دراسة صيفية منهجية تتبع جامعتهم، أو دراسة نافعة لمجال جديد تكتسب به معرفة وخبرة، أو شغل وقتك بعمل تكتسب منه خبرة، أو مجالسة الصالحين من الشباب. والمهم ألاَّ يضيع وقتك فيما لا نفع به، أو يضيع بالنوم والسهر فحسب، أو السهر مع الشيشة، والمعسل، والبلوت، فهذه الأمور مدمّرات للوقت والصحة، لا معمرات لها. ورقة عتب: قلتُ بتغريدةٍ لي في موقع تويتر قبل أسبوعين: بلدنا أولى تعليقًا على الخبر التالي: تحالف بقيادة أكوا السعودية يقترب من الفوز بعقد قيمته 500 مليون دولار لبناء محطة للطاقة الشمسية في المغرب. واليوم أجدني سعيدًا جدًّا بما قرأته من توجّه دول الخليج لاستعمال الطاقة الشمسية، وأتمنّى الجدية في التنفيذ والمضي فيه. ورقة نقد: حين هطل المطرُ بغزارةٍ في بطولة أوروبا الحالية شاهدنا اجتماعات على الميدان بين أصحاب القرار، ومن ثم شاهدنا طرقًا عصرية في إزالة ما تجمّع من مطر في أرض الملعب. كم كنتُ أتمنّى مشاهدة مثل هذا بملاعبنا حين هطل المطر بإحدى المباريات. وهل العذرُ لنا بكون المباراة حدثت بملعب تابع لنادٍ قليل الإمكانات؟ أم لاعذر لنا؛ لكونه تحت مظلة الاتحاد السعودي؟! لكنّ الشيءَ الذي أشهدُ به أن ملعب الأمير فيصل بن فهد شهد أمطارًا غزيرةً جدًّا في أثناء لعب المباراة، وشاهدنا تصريفًا رائعًا له، ولا أدل على ذلك من نهائي كأس الأندية الخليجية بين ناديي الهلال السعودي والعربي الكويتي قبل عشرين عامًا تقريبًا. فهذا يُذكر ويُشكر لرعاية الشباب، ولكننا نريد الأفضل دومًا. ورقة ختام: أحسنَ اللهُ عزاءكم بوفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الداخلية.. اللهمَّ اغسله بالماءِ والثلجِ والبردِ، واجعل مثواه الجنة، آمين. FahadALOsimy@ تويتر بريدي بالهوت ميل: [email protected]