•الحمد لله .. الذي قدر الموت والحياة والنشور ، وجعل لحظة الفراق الأزلي لا تستقدم ساعة ولا تستأخر . •الحمد لله .. الذي يُحيي من يشاء ويميت من يشاء وهو القادر على كل شيء . وبعد ..، •فقد صعقني إلى حد الذهول نبأ وفاة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رحمه الله ، وكنت لحظتئذ مستغرقاً في تصريف شئون عملي ، وعندها شعرت وكأن الأرض تكاد تميد بي ! •تذكرت خلالها مآثر هذا الرجل الفذ ، وسيرته العطرة الطويلة خدمة لدينه ومليكه وبلاده ، تذكرت مواقفه الوطنية والإنسانية الرائعة في الذود عن هذا الوطن ومكتسباته خلال فترة تنوف على الأربعين عاماً ، كان خلالها حارس الوطن الوفي القوي الأمين . •وعندما حلت ببلادنا طامة الإرهاب الخبيث ، وقف سموه رحمه الله طوداً شامخاً ضدها منافحاً عن كرامة الوطن وأمنه وسيادته . •اليوم يا سيدي نايف الغالي نبكيك لأنك كنت الحارس الأمين لبوابة الوطن ضد فلول الشر ، حيثما كانوا ومن حيث أتوا ! •أبكيك يا سيدي .. لأنني عرفت واستوعبت عن كثب عبر السنين التي شرفت بالعمل خلالها قريباً منك ، بعضاً من خصالك السامية ، منها عمق الإيمان في قلبك ، وإشراقة الحكمة في رأيك ، وسداد الرؤية في قولك وعملك ، وإصرارك على اتباع الحق وتحصينه مما قد يسيء إليه ، من قول أو عمل ! •نبكيك يا سيدي .. لأنك كنت تصل الليل بالنهار خدمة لشرف الواجب ، فتجهد نفسك ومن معك إكراماً لأمن وطنك وعزه واستقراره ! •نبكيك يا سيدي نايف .. لأنك كنت صلباً وحازماً وحاسماً في الدفاع عن ثوابت هذا الوطن ديناً وسيادةً وأمناً ! •كنت في الوقت ذاته عطوفاً حنوناً في تلمّس أحوال من يستحق العطف والحنان .. دفعاً لضرّ ، أو ردعاً لصروف الزمان والمكان ! •نبكيك يا سيدي .. لأنك كنت محباً للناس قريباً منهم متواصلاً معهم ، تلبي دعوة الداعي منهم إذا دعاك ، وتشاركهم أفراحهم وأتراحهم ! وبعد ..، •يا سيدي نايف .. صاحب السجل الأشم في ذاكرة الوطن ، ماذا أقول اليوم ، وقد حلت كلمة الحق الذي لا مفر منه ! ماذا أقول وقد رحلت عن دنيانا الفانية إلى دار الخلود مع الصديقين والشهداء والصالحين بإذن الله ، لم يبق لي يا سيدي سوى الدعاء إلى الله أن يرحمك رحمة الأبرار ، ويهبك منزلة الأخيار من خلقه في دار الخلود عند رب عظيم مقتدر . إنا لله وإنا إليه راجعون