نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس تقريرًا مطولاً حول سمو الأمير نايف بن عبد العزيز – رحمه الله – أشادت فيه بدوره الذي برز في السنوات الأخيرة كشريك للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب على حد وصفها، وذكرت أن سموه قاد حملة شرسة ضد تنظيم القاعدة بعد سلسلة الهجمات التي شنتها داخل المملكة بين عامي 2003- 2006 . كما أشادت بدوره في الحد مما وصفته بالتطرف، وأشارت الى قول السفير الأمريكي السابق لدى المملكة تشاس فريمان في مقابلته مع البوست السبت الماضي بأن سموه كان على درجة من الكفاءة العالية في محاربة أعداء بلاده. كما اشادت البوست بالإستراتيجية السعودية في مكافحة الإرهاب التي كان سموه المشرف على كافة مراحلها واصفة إياها بأنها شاملة وناجحة تمامًا. وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية سمو الأمير نايف بن عبد العزيز- يرحمه الله- بأنه كان أحد الرموز القيادية البارزة في المملكة العربية السعودية على مدى نصف قرن من خلال الدور الكبير الذي ظل يلعبه طيلة تلك الفترة في المجال الأمني بما كان له أثره الكبير في استقرار المملكة مشيرة بهذا الصدد إلى تقلده منصب وزير الداخلية عام 1975 وإشرافه على جهازي الشرطة والاستخبارات الداخلية منذ ذلك الحين. واستطردت أنه بالرغم من أن البعض يعتبر سموه محافظًا إلا أنه ينبغي أن نكون أكثر دقة في الوصف، لما كان يتمتع به من صفات، فقد كان يؤمن بأنه لابد من تحقيق الأمن والاستقرارللحفاظ على النظام وضمان الرخاء للمواطنين . وأبرزت الصحيفة إحدى السمات البارزة في الشخصية القيادية لسموه باحترامه لعمله وتقديره للمسؤولية الملقاة على عاتقه من خلال سهره في مكتبه في الوزارة إلى ساعات متأخرة من الليل . أبرزت صحيفة «الواشنطن تايمز» تصريحات الرئيس الامريكي باراك أوباما على إثر سماعه بخبر وفاة سمو ولي العهد – يرحمه الله- بالقول إن الفقيد كرس حياته من أجل حماية أمن المملكة وأمن المنطقة، وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية تمكنتا تحت قيادته الأمنية من تطوير شراكة أمنية قوية وفاعلة في الحرب ضد الإرهاب، بما أدى إلى إنقاذ أرواح عدد لا يحصى من أرواح الأمريكيين والسعوديين.ووصفت الصحيفة سموه بأنه قاد حملة شرسة بعد هجمات 11 سبتمبر، أدت إلى سحق تنظيم القاعدة في بلاده.وأشارت الصحيفة إلى دور الأمير نايف في مكافحة إرهاب القاعدة خارج المملكة أيضًا، وبالأخص في اليمن، وإلى محاولة التنظيم اغتيال ابنه مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية سمو الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز من قبل عناصر التنظيم عام 2009 وفشل تلك المحاولة. وأشادت الصحيفة بدور سمو الأمير نايف في تأسيس برنامج إعادة التأهيل لإعادة الشباب المغرر بهم من قبل التنظيم إلى جادة الصواب، وهو البرنامج الذي أثنت عليه الولاياتالمتحدة . بدورها أبرزت صحيفة «التلجراف» البريطانية جانبًا من سيرة سمو الأمير نايف بن عبد العزيز،واعتبرت أن الأمن كان يشكل هاجسه الأكبر وشغله الشاغل. وأبرزت تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليام هيج عقب سماعه بخبر وفاته – يرحمه الله- بأن خبر الوفاة سبب له الكثير من الحزن، وأن سموه خدم وطنه لسنوات طويلة بكل إخلاص وتفان، وإنه من الصعب أن ينسى الشعب السعودي إسهامه الكبير في تحقيق الأمن والرخاء لبلاده . كما أبرزت قوله «أود أن أتقدم بالتعازي الصادقة للمملكة وشعبها في هذا الوقت المحزن». واعتبرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن تطوير سموه للجهاز الأمني في بلاده ساهم في فشل الجماعات الإرهابية المسلحة مثل تنظيم القاعدة والحيلولة دون استثمارها للنجاحات المبكرة في المملكة العربية السعودية بعد الحرب على أفغانستان عام 2001 . وأضافت أن سموه أشرف على الشؤون الأمنية لبلاده لأكثر من ثلاثين عامًا، وأحرز العديد من النجاحات في غضون ذلك، لاسيما على صعيد مكافحة تنظيم القاعدة الإرهابي . وذكرت صحيفة «الإنديبندنت» البريطانية أن سموه قاد حملة شرسة للقضاء على تنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية وأن الأمن كان همه الأكبر. وأنه بصفته المسؤول الأول عن الأمن الداخلي منذ عام 1975 بنى قاعدته القوية من خلال هجومه الكاسح على تنظيم القاعدة في المملكة . وأنه كان ايضًا وراء حملة أوسع لمواجهة الجماعات المسلحة في بلاده. وفي العام 2008 أصبح بالإمكان القول إنه لم يعد لتنظيم القاعدة وجود في البلاد. كما أشارت الصحيفة الى تصريحات رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون التي عبر فيها عن عزاء الحكومة البريطانية لوفاة سموه والإشادة بقيادته للأمن وإخلاصه لوطنه.