اهتمام الصحف الغربية ووسائل الإعلام العالمية بالتحذيرات التي وجهتها الأجهزة الأمنية السعودية مؤخرًا من تهديد إرهابي وشيك قد يشنه تنظيم القاعدة في فرنسا وبريطانيا والهند، يعكس أهمية الدور المتنامي الذي تقوم به المملكة في مكافحة الإرهاب ليس فقط على الصعيد الوطني والإقليمي، وإنما أيضًا على الصعيد الدولي، استنادًا إلى تجربتها الأمنية الرائدة التي تبلورت عبر استراتيجية فاعلة اقتدت بها العديد من دول العالم بعد النجاح الكبير الذي حققته. هذا الاهتمام الذي اتضح في نقل صحيفة واشنطن بوست عن وزير الداخلية الفرنسي قوله إن التهديد الذي تتحدث عنه السعودية من تنظيم القاعدة حقيقي، بينما أشارت صحيفة (نيويورك تايمز) إلى أن الإنذار السعودي حذَّر من تهديدات ذات مصداقية، فيما قالت صحيفة (ديلي تلجراف) البريطانية إن تحذير السعودية هو الأحدث في سلسلة تحذيرات وضعت قوات الأمن في عدة دول بينها بريطانيا في حالة استنفار عالية، كذلك فقد أشارت صحيفة (تايمز) البريطانية إلى جهود المملكة في مكافحة الإرهاب. كما جاءت إشادة وزير الداخلية الألماني بدور المملكة كشريك يعتد به لأوروبا في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله مما يعكس تقديرًا دوليًا رفيع المستوى ليقظة أجهزة الأمن السعودية. هذا الاهتمام الإعلامي لواشنطن ولندن وباريس وبرلين بتحذيرات المملكة وتصريحات الإشادة من قبل الوزراء المعنيين والخبراء الأمنيين بالجهود الأمنية السعودية التي رافقته يؤكد من جديد على الدور الأمني المتنامي للسعودية والذي جاء نتاجًا لتطوير استراتجيتها الأمنية الشاملة التي وضع أساسها مهندس الأمن في بلادنا سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز والتي تقوم على حقيقة أن الجهد الأمني وحده ليس كافيًا للقضاء على الإرهاب ما لم يكن مصحوبًا بالجهد الفكري الذي يقوم على المناصحة وتصحيح المفاهيم العقدية لمن غرر بهم، إلى جانب الاستفادة من تلك العناصر التي عادت إلى رشدها وصححت مفاهيمها في الحصول على المعلومات الأمنية التي تساعد في القيام بالإجراءات الاستباقية لإجهاض العمليات الإرهابية في الوقت المناسب، بما يؤكد على أن المملكة شريك فاعل وأساسي في الحرب الدولية على الإرهاب.