فقدت الأمتان العربية والإسلامية رمزا من رموزها الكبار، ورجل دولة بذل الكثير من جهده ووقته لخدمة دينه، وبلاده، ومليكه، كما خدم أمتيه العربية والإسلامية في كثير من مناشط الحياة. كان الأمير نايف بن عبد العزيز رمزا للأمن والأمان، معتدلا في قراراته، حكيما في تصرفاته، يحاول جاهدا أن يسدد ويقارب، ويحل المشكلات الصعبة لأجهزة الأمن الداخلية المختلفة، وكان لمنسوبيها نعم الأب للصغير، ونعم الأخ للكبير، يوقر كبيرهم، ويحترم صغيرهم، ويمد لهم يد العون والمساعدة عندما يحتاجونها. رحم الله الأمير نايف بن عبد العزيز نظير خدمته لعموم المواطنين والمقيمين القاطنين على أرض هذا الوطن المعطاء، حيث كان يقود الحجيج ويرأس اللجان، ويوجه بتسهيل أمور الحجاج والمعتمرين والزائرين، ويسهل أمور الناس خاصة الذين يصلون إلى مكتبه طلبا للمساعدة لإنجاز معاملاتهم، مآثره كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:عظم المسؤولية التي أولاه إياها خادم الحرمين الشريفين لقيادة حجاج بيت الله العتيق، فكان يشعر بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه رغم مشاغله الكثيرة كولي للعهد، وكوزير للداخلية، ورئيس للجنة الحج العليا، فكان يوجه بتسهيل أمور الحجيج، . رحم الله الأمير نايف الذي كان نبراسا للأمن، وقائدا محنكا، قاد قطاعات وزارة الداخلية وأجهزتها المختلفة بكل اقتدار، وتحمل عبء المسؤولية بأن يكون وليا للعهد، وعضدا مساندا لأخيه خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - وأطال وبارك في عمره. كلنا سائرون، وآجالنا مكتوبة، وكل منّا ينتظر دوره للقدر المحتوم، ولكن تبكي الدول وشعوبها على بناة نهضتها، والمخلصين من رجالها، الذين تركوا أثرا طيبا في ذاكرة شعوبهم، وهذا بإذن الله ينفع المخلصين من موتانا يوم الفزع الأكبر يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. عزاؤنا لخادم الحرمين الشريفين، والأسرة المالكة، ولأبناء الفقيد، وللشعب السعودي المخلص، في فقيد الجميع، والله نسأل أن يسكن فقيد الوطن فسيح جناته ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. [email protected] . [email protected]