رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمة واسعة، فقد قدم رحمه الله تعالى الكثير إلى وطنه منذ أن عين أميراً لمنطقة الرياض في الثالث من شهر ربيع الثاني 1372ه واستمر رحمه الله تعالى في ذلك بكل تفان وإخلاص حتى الخامس والعشرين من شهر شعبان، 1374ه ثم تم تعيينه وزيراً للداخلية في الخامس من شهر شوال لعام 1395ه، واستمر رحمه الله في هذا المنصب بكل اجتهاد ووفاء لمدة تجاوزت ثماني وثلاثين سنة، استطاع من خلالها بعد توفيق الله تعالى أن يحفظ الأمن وأن يقف بحزم في وجه كل من يحاول أن يعبث بأمن البلاد فعاشت بلادنا ولله الحمد في أمن وأمان في هذه الفترة التي تعاقب عليها ثلاثة من الملوك الكرام هما الملك خالد والملك فهد رحمهما الله وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله في عمره، وقد كلف الأمير نايف رحمه الله منذ العام 2009م وحتى العام 2011م بأن يكون نائباً ثانياً لخادم الحرمين الشريفين، ثم ولياً للعهد ونائباً أول لخادم الحرمين الشريفين إضافة إلى عمله وزيراً للداخلية حتى وفاته رحمه الله تعالى. لقد كان الأمير نايف رحمه الله تعالى ناجحاً في إدارته وناجحاً في تعامله فرغم أن المملكة العربية السعودية مرت كغيرها من الدول بحروب سواء حرب الخليج الثانية أو الحرب مع الحوثيين إلا أن الأمن لم يهتز ولم يتزعزع وكان المواطن والمقيم في المملكة العربية السعودية في غاية الأمان إلى درجة أن الناس لم يشعروا بأن المملكة كانت في حرب في ذلك الزمن. إن من عرف الأمير نايف رحمه الله ممن يسكن المملكة العربية السعودية وكذلك كل من تحدث عنه بإنصاف من خارج المملكة يعرف أنه السياسي المحنك، والرجل المخلص لله أولاً ثم لخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي والوطن، ورغم صعوبة المهام وثقل المسؤولية التي كانت مسندة إلى الأمير نايف إلا أنه استطاع القيام بها بكل اقتدار، فكان رحمه الله تعالى ذا رأي سديد وعمل دؤوب، أثمر هذا العمل عن استتباب الأمن وحياة مطمئنة بعد توفيق الله تعالى. سيظل السعوديون يذكرون الأمير نايف بكل خير وستظل الألسنة تدعو له بالرحمة والمغفرة، فقد كان فقده لنفوسنا مؤلماً, وقد فجع جميع السعوديين بوفاته رحمه الله ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا، أسأل الله تعالى أن يغفر للأمير نايف بن عبدالعزيز وأن يعلي في الجنة منزلته، وأن يلهم أهله وأحبابه والشعب السعودي والأمة الإسلامية الصبر والسلوان، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }. - رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام بالجعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب [email protected]