فرحة الطليان بالتعادل مع إسبانيا أكدت على تغيير المفاهيم الكروية السابقة، وسقوط الإمبراطوريات والمنتخبات الكبرى، فالطليان أبطال العالم 4 مرات يفرحون بالتعادل مع إسبانيا صاحبة البطولة العالمية الوحيدة وفي النسخة الأخيرة. صحيح أن إيطاليا دخلت كأس الأمم الأوروبية وسط فضائح كروية، والأصح أن هذه الفضائح ليست جديدة على الكالتشيو الإيطالي، فقبل مونديال 82 بإسبانيا دخل الطليان بنفس الفضائح وحقق نجم المنتخب الإيطالي باولو روسي لقب هداف البطولة وهو خارج من السجن واستعد بطريقته في صالة رياضية خاصة بأمريكا، كما أن إيطاليا تعافت من الأزمة وأحرزت بطولة العالم في نفس المونديال بفوزها على ألمانياالغربية آنذاك 3/1، وسبقها فوزها على برازيل زيكو وفالكاو وإيدير. وقد شهد الشوط الثاني تكشير أنياب حامل اللقب الإسبان وكرته الممتعة وأكد نجوم بلاد الأندلس أنهم على الموعد في المنافسة الفعلية على الكأس الأوروبية، وفي المباراة الثانية تفوقت كرواتيا على إيرلندا في لقاء طغى عليه الطابع الإنجليزي بكثرة الكرات العرضية والعنف بين اللاعبين، فكانت النتيجة كرواتية بثلاثية. اليوم مواجهة من العيار الثقيل سياسياً قبل أن يكون رياضياً، حيث يتوالى لقاء دول الجوار عندما تواجه إنجلترافرنسا، فبالأمس التقت إيطاليا وإسبانيا، ومواجهة الإنجليز والفرنسيين حلفاء السابق واليوم والمستقبل ولا يفصلهما سوى بحر المانش وكلاهما يبحث عن الماضي التليد، وهو في الحقيقة بطولة عالمية يتيمة للإمبراطوريتين العالميتين، ولفرنسا بطولة أوروبية وحيدة على أرضها عام 84م، وسجل خالٍ على الصفر للإنجليز في البطولات الأوروبية.