أضفى البرازيليون على مونديال 1982 البهجة بعروض فاخرة وكرة هجومية خالية من الهموم ابتلعت دفاعات منافسيهم، وعندما التقوا بإيطاليا كانت بحاجة لنقطة للعبور إلى نصف النهائي بيد أن اللعب للتعادل لم يكن ملائما لأسلوبهم، وهم من سحق كل من واجههم في الطريق ودخلوا لقاء إيطاليا محملين بثقة زائدة.. اختيال سقراط بالكرة ومهارات زيكو وفالكاو وإيدر، مازالت تعد أعلى مرجعية شاعرية ل"اللعبة الجميلة" لما بعد جيل بيليه. كانت خمس دقائق فقط من عمر اللقاء كافية أمام باولو روسي العائد من إيقاف عامين بسبب فضيحة تلاعب بنتائج المباريات، ليلسعهم برأسية، بعدها تمريرات فاتنة متبادلة بين سقراط وزيكو فتحت الدفاع الإيطالي الحديدي وسمحت للفيلسوف سقراط بتسجيل أحد أجمل أهداف البطولة، ولكن خطأ سيريزو الساذج كلفهم هدفاً ثانياً من روسي، ومجدداً عادلت البرازيل النتيجة ولكن روسي عاد ليحطم قلوب البرازيليين بثالث.. بعد الخسارة لم يستطع زيكو إقناع نفسه بأن الفريق الأفضل هو من انتصر "لعبنا كرة قدم هجومية خلاقة باحثة عن الأهداف، والطليان كانوا على العكس، منشغلين تماما بمنع الفريق المنافس من اللعب". وللتاريخ إيطاليا حققت اللقب لاحقاً، وجعلت من لقائهم بالبرازيل درساً بأن الفوز بكأس العالم يتطلب المزاوجة بين الموهبة الهجومية والعزم الدفاعي.