كلما أزور الطائف - بين عامٍ وآخر - أجد جودة السياحة فيها قد قلّت في بعض عناصرها! هاكم أمثلة: فنادق بدأت أول ما بدأت بتصنيف (5) نجوم، ثم ما تلبث أن تأفل نجمة من نجومها، أو أكثر، ويطمس ضوؤها! شقق مفروشة تواضعت حتى أصبحت لا تستحق حتى نصف نجمة! شوارع يبدو أنها غارت من أختها شوارع جدة فامتلأت بالزحام والحفريات والتحويلات! مراحيض عامة.. أُفْ.. لا تعليق! هي الأسعار وحدها لم تقل، بل زادت بنسبة كبيرة! هذا عن الخدمات، أما سياحة الآثار فما زلنا نعاني من عقدة عويصة منها! أردت زيارة أثر (الكوع) الذي يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم استراح فيه بعد دعوته لأهل الطائف، فسألت أحدهم في الطريق عن موقعه، فألقى عليَّ محاضرة طويلة عن حرمة التبرك به، وكأنني جاهل بالعقيدة وصفائها! أما الطبيعة، فكثير من بساتين الطائف قد خوت على عروشها، وقد كان أبي يرحمه الله يقول لي: إذا رأيت هكذا بساتين، فاعلم أن هناك مزارعين لم يخرجوا زكاة حصادهم، أو هجروا الزراعة ليتاجروا بالعقار، أو تحاسدوا وتناجشوا فيما بينهم فانعكس ذلك على بساتينهم! وأضيف أنا: أو تأثروا بنضوب المياه الجوفية ونقص مياه التحلية! عمومًا.. الشكر للمحاصيل العربية، من مصر واليمن وسوريا ولبنان، التي أصبحنا نراها أكثر من محاصيل الطائف.. في قلب الطائف، وأجود كذلك، والشكر موصول بالطبع لوزارتي الزراعة والمياه اللتين وقفتا موقف المحايد! آخ.. نسيت إخباركم بقصة عنوان المقال: (قرد في غرفة فندق)، إذ فوجئت وبعلتي وابني بقرد ضخم، بشع ومتوحش، من فصيلة البابون، يتسلق لنافذة غرفتنا في الطابق الخامس لأحد فنادق الطائف، ويقتحمها بسرعة، ويسرق بعض الطعام، ثم يغادر ناظراً إلينا بعينيه اللتين تلخصان وضع السياحة في الطائف! آخ من القرود، كانت تستقبل وتُودِّع زوار الطائف في المداخل والمخارج، والآن تصرُّ على السياحة معهم..!! @T_algashgari [email protected]