ساءلتني كيف ذاك العهد غاب؟! وتمادت في اعتذارات الغياب وسقتني الوعد وهمًا راقصًا كارتعاش القيظ في وهج السراب لأرى حولي ركامًا بائسًا يوهم الأرض بإعشاب اليباب وأرى طعم الثواني مرتعًا بالجحيم العذب في ظل العذاب وأراها في صباحات المُنى عُقم يأسٍ في تجاويف الضباب وإذا جاء مسائي وارفًا لفّني البعد وأقصاني الإياب *** عصف الريح ولم تمطر ولم يتراكم عقب الريح سحاب كلما قلت هبيني موسمًا ضاحك الغيم ربيعي الإهاب لاذ بالصمت لظاها واكتفت ببليغ الصمت في رد الجواب ورمت هُدبًا على نظراتها مثقل البوح بأقمار العتاب ودّعت حتى توارى كفها ومضت «حتى توارت بالحجاب»