العصفورة تنهج نحو الغصن، جفاف يعتريها حد الضمور.. الشمس تتجلى في عنفوانها.. الناس تلتهم الماء كأنه الحياة.. البرودة الآتية من أنابيب التكييف،لا تكفي قطرات عرق تتصبب عن الأعناق.. أردية الأجساد كأنها للتوِّ خارجة عن حوض ماء.. المدينة حتى الليل تزفر حرارتها.. تتقيظ من لهيب سمومها... لماذا تتآمر الشمس وحرِّها،على الإنسان, وثرى أرضه..؟ أهي المواسم لا تعرف وقفة ساعة..؟، أو صمت تكاتها..؟ أم هي العتمات، تركها بؤس الإنسان خطايا، لم تقو عليها خطواته..؟ الأرصاد تتوقع مزيدا من ريح الشمال .., والشرق .., بكميات من الغبار، وبقايا الأدواء.. والصدور لما بعد تطهرت من بقايا عاصفة رملية اجتاثت ذات أمسية... والسيرورة ماضية، تماما كما رتم الشمس، والقمر، وكما حركة الليل والنهار... والصغار لا يعبأون بالماء وشحِّه، ولا بالألوان وآثارها،.. أفواههم فوَّهات دلاء.. وأصواتهم طرقات نداء.. والليالي تتزاحم بالأقدام نحو المصحات.. والقيظ لا يعرف ليلا فيغتال سديمه .., ولا نهارا فيمد يبابه.. ثمة من يرفع عقيرته, يمِّول ببحة صوت بدوي نقي, في وهدة الليل .. يستيقظ على حدائه النائم المتقلب, في فراش ألمه ..ووهنه.. أي حنين جاء بهذا الصوت، من تخوم مرابع الشعراء ..؟ وأي صيف قاهر, لم يمنع زمهريرُه شجنَ المنادي.. الصيف لما بعد جاء .. والشمس لا تزال في استعدادها لعرس القيظ أكثر..