دخلت في معرض الذكريات الذي تم افتتاحه منذ أن توفيت أمي الحبيبة - رحمها الله - التي رسمت أجمل اللوحات بكلامها وحنانها وعطفها، وسهرها علي في تلك الليالي الباردة الطويلة. فخاطبتني تلكم اللوحات بهذه الأبيات: لا بد من موت فإنك ميت فانظر إلى أي الأماكن تقبر تبقى القلوب أسيرة في غفلة والموت في صهواته لا ينظر تتهدم الأحلام والحلم الذي بنيت له كل الأماني تكسر كانت لهم أحلامهم فتحطمت كل الزوارق منهم لا تبحر كلماتهم في وسط سمعي ترتدي ثوباً من الذكرى الجميلة تمطر ريح الصبا قبل الشروق كأنها من ذكرهم نفح عجيب يأسر إني لأنظر طيفهم متمثلاً فكأنه بدر منير يسفر بسماتهم تبقى أريجا مفعماً وبكاءهم ألماً لنا يتفجر كانت قلوبهم ضلالاً وأرفاً بالحب والعطق الحنون تشجر وديارهم تحكي لنا عن واحة فيها القلوب تعيش حباً يثمر هذي بيوتهم وكانت ضجة واليوم في صمت طويل تقبر يبقى لهم في مسمعي رجع الصدا ودعاء ليل للإله سيزخر