الطيور المغلولة بالجوع يغلبها النعاس الشارد تتأرجح بين غفوة الحلم المستاء وبين أنامل السفر الممزوج بالنكبات لم تعد تحتمل المناحات الهائجة في منعطف الأنواء لم تعد تحتمل تباريح القيظ الممتد في بقايا ظل المساء ترحل بشهقة مخنوقة وراء ضجيج الريح تدرك الصباح الحانق في عيون الجبناء لا بريق يشرئب في وضح الليل لا مطر يغسل ملوحة الويل في أجساد الضعفاء لا قطرة دم توقظ الضمير المتخاذل في دوائر الدهاء لا طمأنينة وارفة تحتوي أنفاس الهوان لا نبض شجاع يقف في وجه الاحتقان لتلويحة الوجه الارتجالي مغزى لا يدركه إلاّ البسطاء تلويحة تهز أروقة الصمت القصي تزيح الحسرة الموصدة بالجفاء ثم توارى الوجه إلى الهوة ينفطر من الجوف الخالي يستعيد غمغمة الماء ولا يأبه بالوجوم الموسمي فينهار في سلال الذاكرة الجنائزية يبارك في صمت جذوع البكاء فالوجه الذي لا يضيء ولا يجيء.. والوجه الذي يتمرد حتماً يتشرد