من غير الخافي أن حركة التشكيل في المملكة العربية السعودية استطاعت أن تثبت وجودها الفاعل ليس على مستوى الداخل فحسب؛ بل على المستويين الإقليمي والعربي، ولا نعدو الحقيقة أيضًا إن قلنا على المستوى العالمي أيضًا، ولنا في ذلك شواهد كثيرة من خلال المشاركات الفردية والجماعية لعدد من الفنانات والفنانات السعوديين الذين استطاعوا بأعمالهم الإبداعية أن يسجلوا حضورهم المائز في هذا المجال.. الأمر الذي أصبحت فيه المشاركات السعودية تحظى بالحفاوة والطلب المستمر من أجل المشاركات، بل إن المملكة العربية السعودية حلت ضيف شرف في أكثر من مناسبة تشكيلية على المستوى العربي، ومن ذلك حلول المملكة ضيف شرف في مهرجان «أزمور الدولي للفن التشكيلي» الذي أقيم مؤخرًا في مدينة أزموز بالمغرب «أزمور بين جمال اللوحة وسحر المحيط»، هذه المدينة التاريخية التي تجاوز عمرها 2400 سنة، وتعتبر أقدم مدينة في العالم.. وجاء تنظيم المهرجان لتحقيق جملة من الأهداف من بينها النهوض بالحياة الثقافية وإعداد فضاءات ثقافية لهذه المدينة السياحية التي عرفت بتراثها. هذا المهرجان الذي افتتحه وزير الثقافة المغربي الدكتور محمد أمين الصبيحي، شارك فيه 20 فنانًا تشكيليًا يمثلون 8 دول منظورة في مصر والسعودية والمغرب والإمارات والكويت وقطر واليمن وفلسطين، ودولتان أجنبيتان تمثلهما فرنسا وبريطانيا، وجاءت مشاركة المملكة ممثلة في الفنانين التشكيليين نهار مرزوق، ووهيب زقزوق، ومنى القصبي، وقدمت من خلاله أكثر من 40 لوحة تشكيلية جدارية في عدة مواقع بمدينة أزمور، كما واكبه تنظيم أربع معارض تشكيلية في مجالات مختلفة من الفن، فضلاً عن تكريمه للفنان المصري الرائد عبدالرزاق عكاشة نائب صالون الخريف للعالم العربي، والفنان المغربي عبدالرحمن حول عميد كلية الفنون الجميلة بالدار البيضاء وذلك لجهودهم في خدمة الحركة التشكيلية. وقد أبدى الفنانون السعوديون المشاركون سعادتهم بهذه المشاركة، حيث اعتبر الفنان نهار مرزوق المشاركة من أهم المشاركات في مسيرته الفنية بسبب اطلاعه على الحضارة المغربية وحضارة هذه المدينة العريقة وكذلك الفائدة التي خرج بها بعد الثقافة بالعديد من الفنانين المعروفين على مستوى العالم، مضيفًا بقوله: مشاركتنا في مهرجان أزمور الدولي للفن التشكيلي كان محط إشادة جميع الدول المشاركة، وكانت مشاركة فاعلة بتميز الأداء، وينقص ذلك بعض الأحيان الارتباط بالوظائف، وعدم إمكانية تكملة البرنامج لارتباطنا بالعمل والدوام، لذا أتمنى من الجهات أيًا كانت سواءً حكومية أو خلافه أن تكون أكثر مرونة في هذا الجانب، وأن تبادر إلى إتاحة الفرصة للعاملين لديها من التشكيليين للاستفادة من مثل هذه الفعاليات التي سوف تساهم في الرفع من قدراتهم الفنية والتقنية والثقافية بشكل عام، إضافة إلى الشرف الأهم وهو شرف تمثيل الوطن الغالي في المحافل العربية والدولية. كذلك أشاد الفنان وهيب زقزوق بالمهرجان واصفًا إياه ب»العالمي» الذي هدف على خدمة هذه المدينة ودعم الفن التشكيلي، مشيدًا بالحضور المميز للمهرجان والتعاون من القائمين على المهرجان. وعن مشاركتها تقول الفنانة منى القصبي: تلقيت الدعوة للمشاركة في هذا الملتقى، وقد كنت حريصة على المشاركة وذلك لأهمية هذه المدينة التاريخية، وإيمانًا بأن المشاركة مهمة لوجود أسماء كبيرة في الوسط التشكيلي العربي والعالمي،والحق أن زملائي قدموا صورة مشرقة للفن التشكيلي السعودي في هذا المهرجان. ولا يسعني إلا تقديم الشكر لكل من ساهم في نجاح هذا الملتقى، كما أشكر القائمين على المهرجان لدعوتهم إياي.