رحلة الانجازات والابتكارات بالنسبة لهذا العبقري لم تكن مفروشة بالورد بل كانت مليئة بالمطبات والعقبات اجتازها جميعا ب «الايمان» رغم انه فقد بصره وقدمه في حادث مروري في يوم واحد.. مهند جبريل ابودية خريج في تخصص الهندسة الصناعية من جامعه الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران يزف انجازة موخرًا الى العالم كاول مهندس عربي كفيف البصر وخلفه عدد من براءات الاختراع التي تمكن من تسجيلها خلال السنوات الماضية. وربما كانت المفارقة في ان المهندس الكفيف مهند قد القى كلمة الخريجين في احتفالية جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران بتخريج الدفعة 42 من طلبتها والتي تزامن تخرجهم مع مرور 50 عامًا على تأسيس الجامعة ليدل على روح هذه الجامعة التي تصنع في طلابها من الثقة والعزم مما يجعلهم الرقم الصعب دائمًا. دخل مهند الجامعة في عام 2004 وتخصص في الفيزياء في اول الامر وواصل انجازه لبراءات الاختراع في عدد من المجالات كان من ضمنها مشروع تصميم غواصة سعودية تستطيع الوصول الى اعماق غير مسبوقة في المحيطات إلا ان تعرضة لحادث سير في ابريل من العام 2008م في مدينة الرياض جعل لحياته مسارًا اخر حيث استفاق من غيبوبة دامت ل 20 يومًا ليجد ذاته وقد فقد قدمه وبصره يقول مهند عن الحادث «لم اذرف دمعة واحدة» الان بدأ الاكشن. ورحبت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران التي تمثل تحديًا للمبصرين بعودة مهند كفيفًا الى مقاعد الدراسة ولكن عليه ان يواجه التحدي دون استثناءات وهو بالفعل ما اثبته لحظة تكريمه بحصوله على مرتبة الشرف الثالثة ضمن خريجي الجامعة وتقدمه لالقاء كلمة الخريجين امام الاف الحضور وامام راعي الحفل نائب امير المنطقة الشرقية نيابة عنهم لتصبح كل الاعذار ديونًا على اصحابها وهم يرون انموذجًا فريدًا للارادة لم يقرأوا عنه بل شاهدوه امامهم يثبت ان الفرصة قائمة دائمًا لمن يريد.. ويتطلع مهند الى اكمال مشروعه من اجل نشر ثقافة الاختراع ومساعدة المبتكرين على تحويل افكارهم الى منتجات قابلة للتسويق منطلقًا من ان الفكرة التى لا تتحول الى منتج حقيقي لا يعتد بها. ويفكرالمهندس مهند في اكمال مشواره العلمي في الدراسات العليا في مجال عالم الاختراع خاصة بعد ان انجز برنامجًا حاسوبيًا اسمه «ابتكاريًا» لمساعدة الناس على الاختراع مضيفاً: سأكمل مشروعي الذي يهدف الى ايجاد مليون مخترع مسلم محترف.