استقطبت ديوانية الحازمي والديوانية النسائية بعسير مساء أول من أمس عددا كبيرا من محبي الاختراعات من كلا الجنسين في ليلة احتفاء بالمخترع مهند جبريل أبودية حملت عنوان "كن مخترعا". تحدث أبودية عن معاناته مع السفر وتطرق لألعاب الكمبيوتر والبلاستيشن وحبه لها وتناول النجاح والفشل والفرق بين الناجحين، ذاكرا أن الناجحين لديهم حساسية عالية للتحديات، والناجح يخترع الأفكار أما الفاشل فيخترع الأعذار. وطرح أبودية قصة مواصلته الدراسة في الجامعة بعد حادث أفقده بصره كأول كفيف في الهندسة، وقصة تأليفه لكتاب "كيف تصبح مخترعاً" كأول كتاب يعنى بهذا الموضوع، وكذلك ابتكر منهجا عن الاختراع لطلاب الثانوي. وقال إن ترجمة الكتب الأمريكية ليست ذات جدوى، لأن ما فيها لا يتناسب معنا، ومثل على ذلك "إن لم تستطع أن تنجح في اختراعك فاتجه لأقرب ناد للاختراع في ولايتك, ولتسجيل اختراعك اتجه لأقرب مكتب كاتب عدل "فكانت هي المهمة لتأليف كتاب "كيف تصبح مخترعاً". وأثناء الحديث تطرق مهند لطرائفه مع والده وأنه يريده أن يكون مثل الناس فسأل أباه عن عدد الناس فرد عليه أن العدد 7 مليارات فلم يستوعب العدد كونه في الصف الأول الابتدائي، فقال له أبوه: مثل عدد كيس الرز الكبير، فرد على أبيه: يعني 7 أكياس من الأرز هو عدد سكان العالم, وفي ذات يوم رأى أناس يعبئون الأرز فسقطت منهم 12 حبة فحزن لذلك وتكلم مع نفسه: إذا كنت مثل الناس فقد يكون مصيري مثل الحبات المتساقطة. بعدها قرر أن يأتي بشيء جديد، فقرر أن يخترع مليون اختراع، ومع الزمن وبعد الحادث أعاد حساباته، وقال بدلاً من هذا سأخترع مليون مسلم مخترع يفيد الأمة والبلد, ولهذا أنشأ أول مركز في العالم العربي للاختراع مركز "الأسطرلاب" وهو على اسم مُختَرع عربي وكذلك أنشأ مع مجموعة من المخترعين أول جمعية سعودية للاختراع بعد أن وجد في كل دولة جمعية تعنى بالمخترعين. وختم مهند حديثه بأنه يسعى لتحقيق حلم مليون شاب مخترع قبل 2050. ثم توالت المداخلات من الحضور، وبدأها الدكتور سعد الشهراني بسؤال عن نقص ثقافة الاختراع في البلد رغم وجود الطاقات والمتميزين و دور رجال الأعمال معهم، فقال مهند "إن هناك برنامج خادم الحرمين لتشجيع الاختراع ويأتي دور الوالدين في تثقيف أبنائهم وجعل القدوة لهم، وليس شرطاً أن تكون واقعية، وأما رجال الأعمال فهم يبحثون عن المال والربح". وشرح طريقة تسويق الاختراع بسبع طرق. ورد مهند على إحدى المداخلات بالقول: إنه شارك في ناد صيفي بضمد بمنطقة جازان وهو في سن صغيرة، وكانت هناك مسابقة الاختراع ووجد أن المشاركين أكبر منه سنا، إضافة إلى معاناته في توفير المواد، ليخرج بمخترع "القهوجي الآلي" ويفوز بالجائزة وأنه كان في صغره لا يبقي ألعابه على شكلها وإنما يغيرها من شكل لآخر. ثم ذكر أنه اخترع الغواصة وتوقفت الفكرة بسبب الحادث والدراسة، وبدأ فيها الآن، موضحاً أنها ستجرب في بحر العرب على عمق 6520. يذكر أن مهند أبودية يعتبر من أفضل المخترعين بالمملكة وحاصل على جائزة أفضل مخترع وهو في عمر 12 سنة في مسابقة مع طلاب جامعيين، وله تسعة اختراعات معترف بها ويكمل دراسته في تخصص الهندسة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إضافة إلى أنه مستشار لعدد من الشركات، وقد تعرض لحادث أليم أفقده بصره وساقه اليمنى قبل ثلاث سنوات.