بعد سلسلة طويلة من المقالات التي كتبتُها عن كادر المهندسين، توقّفتُ ليأسي من إقراره، ولإيماني أنّ المهندسَ السعوديَّ يستحقُّ معاملةً أفضل من الجهات المعنية، لا أن تتبادل قذفه بينها، مثل كرة التنس، هذه تقذفه للأخرى، زاعمةً أنّ الكادر لديها، وتلك تُوحي إليه أنّ نجوم الظهر أقرب إليه من الكادر!. لكنّ قصّةً قرأتُها مؤخّرًا للكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو في روايته المثيرة (بريدا)، أعادتني إلى الكتابة عنه بنفس الحماس الذي بدأتُ به سلسلة المقالات عنه!. هاكم مختصر القصّة أولاً: عاد رجلٌ إلى بيته في آخر الليل، وقد أضاعَ مفتاحَ الباب، فطلبَ مساعدةَ أحدِ المارّة، ففتحَ المارُّ البابَ له بخفّةٍ، وفي لمحِ البصر!. أثارَ الأمرُ إعجابَ الرجل، وطلب من المارِّ أن يُعلّمه كيفية الفتح، فأخبره الأخير أنه (لصٌّ)، وعمله هو فتح الأبواب، ثمّ سرقة البيوت! وهكذا تعرّفا على بعض، وكان الرجلُ يسألُ اللصَّ كلَّ ليلةٍ، ولمدّة شهرٍ كاملٍ: هل غَنِمْتَ شيئًا الليلة؟ يقصد: هل سرقتَ شيئًا؟ فيُجيبه اللص بمنوالٍ واحدٍ لا يتغيّر: لم أُوَفَّق الليلة في اغتنام شيء، لكني سأعاود المحاولة في الغد!. انتهت القصّةُ، وإن كان حالُ اللصِّ هو هكذا، عمله حرامٌ يستوجبُ إقامة الحدِّ عليه، بقطعِ يده من المفصل، لكنه لم ييأس من إعادة المحاولة، فكيف أيأس أنا من إعادة المحاولة؛ لإقرار الكادر؟ ومقالاتي عنه حلال، وهل هناك ما هو أكثر حلالاً من المطالبة بمنح المهندسين كادرهم الذي يليق بمهامّهم التنموية الجسيمة؟. هأنذا أعود، ولن أتوقّف حتى يُقرّ الكادر بحول الله، هذا وعدٌ غيرُ مكذوب!. @T_algashgari [email protected]