امتلاكُ مسكنٍ لائق.. هو أكبر هموم المواطن السعودي ذي الدخل المحدود في هذا العقْد!. لا تشرق ميزانيةُ عامٍ جديد إلاّ ويطمع هذا المواطن أن يُفَرَّجَ معها همّه ممّا هو من أبسط حقوقه في عصر الطفرات المالية!. اسمعوا هذه القصّة وعُوا: أنا مهندس متعاون مع الصندوق العقاري، بمعنى أنني أعاين مراحل بناء المساكن للمواطنين المقترضين منه لإجازة صرف دفعات قروضهم، ومرّة عاينتُ بناء مسكنٍ لمتقاعدٍ مُسِنّ، فوجدت عُمّال البناء الأجانب يطالبونه بمستحقّاتهم التي أخّرها عليهم لضائقته المالية، وما إن علم منّي أنّ دفْعَتَه مُجازة حتّى شدّ رأسي نحوه بعفوية وقبّل جبيني وهو يدعو لي بتفريج همّي كما فُرِّج همّه!. هذا وهو يبْني، فما هو حال الفقراء الذين لا يملكون حتى قطعة أرض؟. والله، لو رأت وزارة المالية منظر المواطن لسرّعت صرف كلّ ما نصّت عليه القرارات الملكية.. كالضوء، وَلاَقترحت أوْجُهَ صرْفٍ أخرى لتحسين حال المواطنين باستغلال فائض الميزانية، ولو رأته وزارة الإسكان لما تحجّجت بقلّة الأراضي، ولأَنشأت مشروعاتها سريعاً ولو فوق البحر، ولو رأته وزارة التجارة لجعلت بيننا وبين ارتقاع تكلفة البناء سدّاَ كما جعل ذو القرنين بيننا وبين يأجوج ومأجوج سدّا، ولو رآه الأثرياء لما هنأ لهم بال في قصورهم العامرة!. أمّا أنا، فدعوني في حالي، لقد أبكاني هذا المواطن، وفطّر قلبي، ولا أطالب المسئولين بالبكاء معي، بل بتفريج همّ أمثاله من المواطنين المفتقرين لمساكن!. تويتر: T_algashgari@ [email protected]