قال سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ : إن من يسخرون ويستهزئون ويحاولون النيل من العلماء وأهل الخير والصلاح والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ويحاولون الحطّ منهم ومن قدرهم، والاساءة لسمعتهم،يخالفون الحق ويدعون للباطل، ويعانون من ضعف ايمان وفساد في العقيدة وهذه مصيبة كبيرة وبليّة عظيمة، وقال : إن اصحاب الاقلام المأجورة الذين يكرّسون أقلامهم وكتاباتهم ومقالاتهم في الاساءة للدين وأهله والحطّ من اقدارهم وسمعتهم وأمانتهم يخالفون الحق ويدعون للباطل، واضاف: إن على أصحاب الاقلام أن يسخّروها في نصرة الدين ودعاة الاسلام لا الاساءة اليهم . جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها سماحته في الجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم وسط الرياض وخصصها للحديث عن من يسخرون من الناس ويسيئوون اليهم ويستهزئون بهم، وقال : ان السخرية بالناس منكر عظيم وإثم كبير وحرام شرعا، مضيفًا أن السخرية بالناس سببها العجب والكبر والتعالي، ولا تصدر الّا ممن في قلوبهم مرض يملأها الحقد والحسد والبغضاء وزوال النعمة والصحة عن الغير، وهي ظلم للنفس لأنها تنسي المرء تدبّر عيوبه ومعرفة أخطائه، وبدلًا من أن يعرف هذه الأخطاء والعيوب ويعمل على إصلاحها يستمر في غيّه بالاساءة للآخرين . وتحدث سماحة المفتي العام عن انواع السخرية وصورها منها من يسخر من الناس بسبب جاهه ومكانته بين قومه واهله، ومنهم من يسخر من الآخرين بسبب ماله وما اعطاه الله من ممتلكات ونعم ووفرة في المال، فيسخر من الفقراء وينتقص منهم ويتعالى عليهم ويزدريهم، وهناك من يسخرون من الناس بسبب قوته وضعف الآخرين، وينسى هؤلاء ان الصحة منة من الله على المرء، ومن الممكن ان يبتلى فيها ويصاب بالمرض، وهناك من يسخرون من الناس بسبب لونهم وجمالهم او بكثرة الابناء والاولاد، فيتعالى على من لم يرزقهم الله بالبنين والبنات او من يعانون من العقم . وأكد المفتي العام ان الميزان العادل عند الله هو التفاضل بالتقوى، فلا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى، فلا يسخر من اصحاب المهن او الحرف الدنيا، ماداموا يكتسبون من عرقهم ويسلكون الطريق الحلال ويكدّون من عرقهم، فهؤلاء أعزة عند الله بما يكسبونه بالحلال ومن أعمالهم وعرقهم، وحذّر سماحته من السخرية بالأوطان والبلدان والأمكنة، وقال على المسلم ان يشكر الله على نعمه، فالاسلام يدعو المجتمع المسلم ان تسود ابناءه المودة والتعاون والحب والتسامح والاحترام .