أيام الغزو الأمريكي للعراق؛ وحين كانت طائرات ( B 52 العملاقة ) تَضْرِب بغداد، وفي جلسة مسائية قال أحدهم: لماذا لا يَسْتَخدم المسلمون ذلك السّلاح الفَتّاك ؟ عَقّبْتُ عليه:تقْصِد ( الدّعَاء )، قال: فيه الخير؛ لكن ما أعنيه هو ( سِلاح العَيْن )؛ فقد ثبت أنها حَقّ؛ فلماذا لا نستخدم العَيّانَة المشهورين؛ لعلهم يَفتكون بالطائرات الأمريكية ويُسْقِطونها أرضَاً !! حينها كان تعليق الحاضرين مجرد ابتسامات أو ضَحِكات؛ وربما بعض الآهَات على تسطيح العقول وزرع السذاجة فيها! ذلك الموقف تذكرته وقد انتشرت ممارسة تسطيح العقول بل وتَغييبها، وربطها بالخُزعبلات وهَلْوَسَات المَنام؛ من خلال ما يُسَمّى ب ( تفسير الأحلام )! فالمسكين المضحوك عليه من أولئك والقنوات الداعمة لهم والمُتَاجِرَة بهم دوره فقط أن يَهْرُب من واقعه، ويستلقي وينام حتى تأتيه الأحلام؛ ثم يأتي ذلك ( الشّيخ )؛ لِيَكشِف له صفحات مستقبله، ويُحَدّد له قراراته وخَطواته! نعم لقد أصبح بعض مفسري الأحلام مشايخ، وغَزَوا القنوات الفضائية والإذاعات والصحف يُفتون في تفسير الأحلام، ويبيعون للغَلَابى الأوهام! بل وصل الأمر ببعضهم إلى الدخول في جوانب الحياة العامة وأحداثها؛ فذاك يزعم أنه قد أفتى وأنذر بنكسات سوق الأسهم؛ ( ولَست أدري أين هوامير الأسهم وهيئة السوق عن توصياتهم ؟!) وتلك طائفة منهم ذهبت إلى عَالَم الكُرَة، والجَزْم مُسبقاً بالفريق الذي سيفوز بمبارياتها وببطولاتها بواسطة الأحلام ورواتها؛ ( أكيد طَمعاً بأموال الداعمين لها )! وتبقى المجتمعات بمؤسساتها الدينية والإنسانية تُحَارب السّحْر والشّعوذة؛ وتُحَذّر من الدّجالين، والجهات المعنية تُعَاقِبهم؛ ولأن ما يفعله بعض مفسري الأحلام ما هو إلا شعوذة ودَجَل؛ فالدين والمنطق والعقل يحتم أن تتم محاربتهم ومعاقبتهم؛ إلا إذا كان المقصود أن يبقى العقل العربي غَارقاً في نومه وأحلامه وأوهَامه؛ فهنا على العَرب أن يُنشئوا جيشاً من العَيّانة ومفسري الأحلام والسّحرة؛ لعله يقودهم لتحرير القُدس والأراضي المحتلة! [email protected]