كنت احسب أن العقل الساذج لا فائدة منه ، إلا الطيبة أحيانا ، فإذا بتفسير الأحلام تنتشر في المجتمع العربي كانتشار النار في الهشيم ، لتتحول إلى ظاهرة اجتماعية سلبية ، يقودها عدد غير قليل من المفسرين أو من يسمون أنفسهم ب \" المعبرين \" وهم فئة يتلبس أكثرهم بلباس الدين وادعاء \" المشيخة \" والتستر بالدعوة إلى الله !! ومن ورائهم الكثيرين ممن لم يجدوا لاستثمار أموالهم إلا الضحك على عقول الناس وبخاصة أل (( الحريم )) . فانتشرت قنوات الدجل الفضائية بعد تأكد أولئك المستثمرون وكثير من الدجالين أن الاتصال بها طلبا لتفسير ( خرابيط ) النوم يدر ربحا وفيرا ومالا كبيرا تفرغه في جيوبهم أيدي المهووسون بما يسمى \" تفسير الأحلام \" الذي أصبح بحق تجارة بيع الأوهام .هؤلاء الدجالون لا يفقهون شيئا ، بل أكثرهم جهلاء ومحتالون ، وبعضهم يستغل نظريات علم النفس في \" استمالة الأشخاص وفق مبدأ \" حدثه بما يرغب \" !. يدعون أنهم متخصصون في علم ( تفسير الأحلام ) ومنهجه المستمد من الكتاب والسنة وفي الواقع ليس لتفسير الأحلام علما ولا منهجا شرعيا ! وموقف الإسلام من \" الأحلام \" معروفا ، فالرؤية نوعان : رؤية من الله تعالى لا يؤتيها إلا من يشاء من عباده الصالحين وأحلام نوم نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذكر السيئ منها والأخبار به ، وهي .. أي أحلام النوم .. تلك التي أثبتت أبحاث علم النفس أنها مجرد تراكمات لصور وأحداث الماضي ، في مخزون الذاكرة ، يستعيدها العقل الباطن حيث ينشط أثناء النوم ف بصور مشوشة ، ليتراء للنائم أنه رأى أو شاهد شيئا من بعض تفاصيل الحياة ، أو حدث أحدا ، أو فعل شيئا ما ، وكلها مجرد استعادة لا واعية لبعض ما يحدث في الماضي البعيد ، أو القريب ، أو شيئا مما يؤرق تفكير الشخص قبل النوم ، وليس للأحلام علاقة بالمستقبل فمستقبل ، الإنسان بيد الله ولا يعلمه إلا هو ، ولكن أكثر الدجالين ماهرون في استدرار عقول السذج من الناس في تفسير الأحلام وفي مسابقات الشعر الشعبي وفي غيرها مما لو استثمر في تنمية العقل العربي لكنا الأمة المهيمنة على العالم وليست المهيمن عليها بتخلفها وسعيها لتطبيق النظرية الميكافيلية على أفراد المجتمع ( فقط ) في كل المجالات السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية والاجتماعية .