ممّا لا شك فيه أن للمملكة -ولله الحمد- دورًا كبيرًا، ورائعًا، وبناءً في محاربة الإرهاب، والتعامل مع هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا السعودي، والدخيلة عليه، والتي ظهرت خلال السنوات الأخيرة، فاستطاعت أن تتعامل مع الإرهابيين، والفئات الضالة التي تمسّكت بفكر تكفير المجتمع، وضرورة محاربته بالقتل، وسفك الدماء، وترويع الآمنين، ونشر الدمار والقضاء على المنجزات في وطننا الغالي. واستطاعت حكومتنا الرشيدة -بفضل من الله ثم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين السديدة، وبمتابعة من سمو ولي العهد وزير الداخلية رجل الأمن الأول في المملكة- استطاعت أن توجّه العديد من الضربات الاستباقية، وإفشال مخططات هذه الفئات الضالة، والقبض عليهم، وتقديمهم للعدالة لكي يلقوا الجزاء العادل، ممّا أدّى إلى إضعاف هذه الخلايا الإرهابية، والقضاء على عملياتهم الإجرامية، حيث تراجعت وأصبحت غير قادرة -ولله الحمد- على القيام بعمليات إرهابية جديدة بتوفيق من الله -عز وجل- ثم برجال الأمن البواسل الذين يسهرون على أمن هذه البلاد الطاهرة، وحمايته من المجرمين، والمخربين، والخونة، والمفسدين في الأرض، قال تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). وما أقدم عليه تنظيم القاعدة مؤخرًا في اليمن بخطف نائب القنصل السعودي هناك، ومساومة المملكة على إطلاق سراحه، بإطلاق سراح بعض نسوة ورجال القاعدة، ثم المطالبة بفدية كبيرة، هذا الإجرام وهذه المساومة لتنظيم القاعدة في اليمن هو امتداد لجرائمها السابقة في المملكة، والتي فشلت في تحقيق أهدافها الدنيئة، داخل المملكة، فلجأت للخارج لتنفيذ مخططاتها الإجرامية البغيضة، والتي حرّمتها جميع الأديان السماوية، وهي قتل النفس التي حرم الله إلاّ بالحق. إن هذه العملية توضح الوجه الحقيقي البغيض، والبشع، والخطير للإرهاب المعاصر، والذي طالبت المملكة -في السابق- العالم كله بالقضاء عليه، والتعاون في ذلك. المسؤولون في وزارة الداخلية يبذلون مجهودات جبارة ورائعة، وفي مقدمتهم المسؤول عن ملف الإرهاب، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، في التعامل مع مثل هذه المواقف بكل حكمة وحنكة، ورؤية عالمية، وأحيانًا بالرفق بتقديم يد المساعدة لمَن يعلن توبته وتراجعه عن هذا التطرّف البغيض، والذي شوّه -للأسف- صورة الإسلام والمسلمين، خاصة وأن كثيرًا من الدول المتقدمة كأمريكا، وأغلب دول أوروبا يشيدون بجهود المملكة وبطرقها في معالجة الإرهاب، ويطلبون مساعدتها، والتعاون معها في حربهم ضد الإرهاب، والقضاء عليه. والله من وراء القصد. سمير علي خيري - مكة المكرمة