هل تذكرون قصيدة المرحوم الشاعر غازي القصيبي التي مطلعها: ضرب من العشق لا درب من الحجر هذا الذي طار بالواحات للجزر والتي اختتمها بقوله: خليج.. إن حبال الله تربطنا فهل يقربنا خيط من البشر إن قصيدة الشاعر غازي القصيبي والتي ارتبطت بافتتاح جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين واستثمر فيها القصيبي العلاقات بين جميع دول الخليج العربي ورصد فيها علاقات العشق بين عواصم تلك الدول وأقام فيها وجودًا شعريًا ساحرًا، هذه القصيدة في مستوياتها الرمزية كانت واضحة الدلالة على ما يجمع دول الخليج من علاقات وأواصر وروابط لا تكاد توجد بين مجموعة من الدول بنفس الدرجة، وتلك الحاجة لتقارب البشر في الخليج كانت ملحة في تلك المرحلة وهي اليوم أكثر إلحاحًا، ومن المؤكد أنّ القصيبي وهو السياسي صاحب الرؤية البعيدة لم يكن ينظر إلى الجسر إلا بوصفه أحد روابط العلاقة المادية بين دول الخليج التي تجسد اللحمة العاطفية والفكرية والاجتماعية بين أفراد شعوب دول الخليج، ولأمر ما فإن مصير هذه الدول ومستقبلها وما يؤثر عليها هو شيء مشترك كاشتراكهم في كلمة واحدة أوردها القصيبي في بداية البيت الأخير من قصيدته وهي كلمة (خليج). إن الاتحاد لدول الخليج لم يعد خيارًا ثانويًا بل هو ضرورة ملحة ومطلب استراتيجي اليوم تفرضه ظروف إقليمية ودولية ولعله قد آن الأوان لأن تأخذ رؤية الاتحاد أفضل ما حققته كل دوله بحيث يشعر المواطنون في هذه الدول جميعًا أنهم سواسية في الحقوق والواجبات وأن الاتحاد كان قيمة ومكتسبًا يستحق السعي من أجله وبذل غاية الجهد للحفاظ عليه.