أرجع الدكتور عبدالله بن مفرح عسيري مدير الإدارة العامة لمكافحة عدوى المنشآت الصحية في وزارة الصحة واستشاري الأمراض المعدية في مدينة الملك فهد الطبية السبب في عدم توفر طبيب مختص لمكافحة العدوى في مستشفيات المملكة إلى عدم وجود برامج تدرس كتخصص مستقل، كاشفا بأن الوزارة الآن في صدد تنفيذ دبلوم لحملة البكالوريوس من التمريض والمختبرات لتخريج أول دفعة تبلغ 60 مختصًا ومختصة في مجال مكافحة العدوى خلال عام من الآن. وأوضح العسيري في حوار مع «المدينة» بأن الوزارة انتهت من تصنيف الفئات التي تستحق بدل مكافحة العدوى وأنها ستتلافى السلبيات التي كانت في السابق وربطها مباشرة ب»الملاك الوظيفي» لإنهاء معاناة المستحقين، كما أنشأت برنامجا لصحة العاملين مما سيوفر قاعدة بيانات للعاملين الصحيين في 45 مستشفى كمرحلة أولى تليها بقية المستشفيات والمراكز كمرحلة ثانية. وأوضح مدير الإدارة العامة لمكافحة عدوى المنشآت الصحية في وزارة الصحة إلى أنه سيتم إنشاء 1000 غرفة «عزل سالبة الضغط» بمستشفيات وزارة الصحة بواقع غرفة واحدة لكل 25 سريرًا. ونوه العسيري أن تقادم الإنشاءات والتجهيزات في مستشفيات الوزارة هي سبب عدم تطابقها مع معايير المواصفات والجودة المطبقة وأن سبب انتشار العدوى في غرف حديثي الولادة يرجع إلى ضعف المناعة وقابليتهم لالتقاط الجراثيم، وفيما يلي نص الحوار: * لم توفر وزارة الصحة طبيبًا استشاريًا مختصًا في مكافحة العدوى في كل مستشفى من مستشفيات وزارة الصحة في المملكة ؟ - مكافحة العدوى تخصص نادر على مستوى العالم وليس على مستوى المملكة فحسب بسبب عدم وجود برامج مختصة في تدريس مكافحة العدوى كتخصص مستقل والأطباء الذين يعملون في مكافحة العدوى هم في الأصل أطباء باطنة أوجراحة أو صحة عامة أخذوا دورات تدريبية في مجال مكافحة العدوى. وهذا المجال يُعتبر مجالا ناشئا في كثير من الدول والمملكة لا تختلف عن غيرها في ذلك. وخلال السنوات الأخيرة تزايد الطلب على برامج مكافحة العدوى ولايزال الطلب أكثر بكثير من الموجود، والوزارة تعمل الآن جاهدة على تنفيذ دبلوم لحملة البكالوريوس من التمريض والمختبرات لتخريج أول دفعة متخصصة في مجال مكافحة العدوى خلال عام من الآن ويبلغ عددهم 60 مختصا ومختصة والأولوية هي للكادر الموجود حاليا في مستشفيات الوزارة ممن لديهم خبرة في مجال مكافحة العدوى. * ولماذا لا يتم صرف بدل العدوى لجميع الكادر الصحي من تمريض وفنيين وأخصائيين نفسيين واجتماعيين. كونهم يختلطون بالمريض المصاب بالعدوى مباشرة ؟ - جميع العاملين في المنشآت الصحية معرضون بشكل أو بآخر للإصابة بالعدوى ولكن نسبة التعرض تختلف من فئة لأخرى، وهناك فئات معينة هم أكثر عرضة بكثير من غيرهم مثل العاملين في أقسام الطوارئ والعناية المركزة ومراكزغسيل الكلى والعمليات. ولأن البدل المقر نظامًا هو مبلغ مقطوع لايمكن زيادته أو إنقاصه بحسب نسبة التعرض للعدوى رأت اللجنة المشكلة لبحث الموضوع في الوزارة أن يتم تصنيف خطر التعرض للعدوى إلى فئات ويصرف البدل للفئات الأكثر عرضة للعدوى من غيرهم مع أخذ كل التدابيرالممكنة للتأكد من استحقاق البدل. وانتهت هذه اللجنة من عمل هذه الدراسة وتم رفعها لصاحب القرار لاعتمادها وبناء على هذا الاعتماد ستكون هناك تغييرات في الفئات التي يصرف لها البدل. وهناك حرص كبير على أن يتم تلافي السلبيات الموجودة سابقا في صرف هذا البدل ومن أهمها أن فئة كبيرة ممن يصرف لهم البدل لا يمارسون العمل الفعلي المستحق للبدل وفي نفس الوقت هناك فئات أخرى تستحق البدل ولا تحصل عليها بسبب ربطه بالملاك الوظيفي. لذلك فإن الهدف من اعادة النظر في استحقاق البدل سيكون مرتبطا بمارسة العمل الفعلي الذي يستوجب التعرض للعدوى، ومن المتوقع أن يتم اقراره والعمل به خلال الأشهر القادمة إن شاء الله. علمًا بأن البدل ثابت وهو 750 ريال شهريًا. * وهل إذا تعرض الموظف الصحي للعدوى أثناء عمله يُصرف له تعويض من الوزارة سواء أكان يستلم بدل العدوى أم لا؟ - في حالة تعرض الممارس الصحي لأي عدوى أثناء عمله فإن ذلك يخضع للأنظمة المعمول بها حاليا في النظام القضائي. وقد أدركت الوزارة الحاجة إلى حماية جميع موظفيها من العدوى المكتسبة اثناء تأديتهم لعملهم؛ لذلك أطلقت الوزارة هذا العام برنامجًا لصحة العاملين يعنى بالنواحي الوقائية كالتحصينات مثلا وكذلك النواحي العلاجية والتقييم الدوري لصحة الممارسين الصحيين. وسيوفرهذا البرنامج أيضا قاعدة بيانات للعاملين الصحيين تساعد في البت في عملية التعويضات. وسوف يبدأ العمل به في 45 مستشفى كمرحلة أولى تليها المستشفيات والمراكز الصحية كمرحلة ثانية. *هناك بعض أقسام التعقيم في المستشفيات لا تطابق معايير مواصفات الجودة من حيث الكوادر المؤهلة وخلافها ؟ - الوزارة أدركت هذه المشكلة نظرًا لتقادم إنشاءات وتجهيزات الكثير من المنشآت. ولذلك أطلقت مشروع تطوير شامل لأقسام التعقيم المركزي ورصد له ما يقارب النصف مليار ريال. والهدف منها إعادة تأهيل اقسام التعقيم وتجهيزها بالإضافة الى تدريب الكوادر الصحية في هذا المجال. وهذا يُعتبر من أكبر المشاريع التي تقدم خدمة نوعية ومميزة للمرضى. *وهل يعتبر قسم مكافحة العدوى من الأقسام الحرجة.. ولماذا الأجانب هم من يستفيدون من بدل العدوى؟ - لا يعتبر من الأقسام الحرجة مثل أقسام العناية الفائقة.. ولكن يمكن أن نطلق عليه من الأقسام النادرة لقلة المختصين فيه.. وبدل العدوى يصرف حاليا للسعوديين. *مع كثرة الأمراض المعدية.. لماذا لا تكون هناك مخصصات ثابتة لكافة أقسام العدوى في المملكة ؟ - العمل في قسم مكافحة العدوى يعتبر من صلب العمل اليومي ولا يوجد له مخصص ثابت لإقامة المعارض والتوعية بل يدخل ضمن ميزانية المنشأة.. والدور المناط بفريق مكافحة العدوى يشمل توعية وتدريب كل طبيب وممرضة وفني على ممارسات مكافحة العدوى عند بداية التوظيف ثم سنويًا. وهناك اتجاه لربط رخصة مزاولة المهنة بالحصول على قدر معين من التدريب على مكافحة العدوى. * تعاني بعض مستشفيات وزارة الصحة من عدم وجود غرف خاصة بالعزل وغير مهيأة وتفتقد نظام الضغط السالب.. فما تعليقكم ؟ - هناك أنواع من العزل، منها عزل هوائي يقصد به غرف سالبة الضغط مصممة بشكل خاص لتنويم المصابين بعدوى تنتقل عن طريق الهواء. وبدأت الوزارة مشروعًا كبيرًا يغطي المملكة ويوفر أكثر من 1000 غرفة عزل سالبة الضغط مطابقة للمواصفات والمقاييس بواقع غرفة لكل 25 سريرًا تقريبًا. أما أنواع العزل الأخرى فلا تحتاج إلا أن تكون الغرفة مفردة مع التزام الكادر الصحي والزوار باحتياطات معينة مثل الأقنعة والقفازات. * لماذا لا يكون هناك كادر تمريض مخصص للعدوى يتابع حالة المريض حيث أن الكادر التمريضي غير المؤهل هم من يتعاملون مع هذه الفئات ويقتصر دور مكافحة العدوى في المستشفيات على متابعة نتائج التحليل فقط؟ - الكادر التمريضي يجب أن يكون مؤهلا للتعامل مع جميع الحالات سواء معدية او غير معدية. ففي العرف الطبي أن كل مريض قد يكون حاملا للعدوى حتى يثبت العكس لذلك وجد مفهوم الإجراءات القياسية وهي إجراءات يتبعها الطاقم الطبي مع كل الحالات تهدف إلى منع انتشار العدوى. أما دور فريق مكافحة العدوى فهو البحث النشط عن الأمراض المعدية عن طريق المرور اليومي على كل الحالات الجديدة. كذلك يراجع الفريق نتائج المزارع المسحية للجراثيم ويشرف على تطبيق إجراءات العزل. ومن مهام الفريق أيضًا تقييم الالتزام بنظافة الأيدي والبيئة، والتعامل مع التفشيات الوبائية. أيضا يتأكد الفريق من توفر المستلزمات لخاصة بمكافحة العدوى. ومن هنا يتضح أن مكافحة العدوى مسؤولية الجميع بما فيهم المريض والزوار بالإضافة الى الطاقم الطبي. *هناك فيروسات تتكاثر بأقسام الحاضنات بالمستشفيات وأيضًا هناك حاجة ماسة لإنشاء غرف عزل خاصة بهم للأطفال والمواليد الذين أصيبوا بالفيروس.. ماذا اتخذتم من إجراءات في هذا الموضوع؟ - العناية المركزة لحديثي الولادة مثلها مثل غيرها من وحدات العناية المركزة تتركز فيها أنشطة مكافحة العدوى بسبب ضعف مناعة المرضى وقابلتهم لالتقاط الجراثيم. ولكن يجب أن نعرف أن النسبة العظمى من الالتهابات الجرثومية ليست بسبب العدوى المنقولة وإنما هي من البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في جسم الإنسان وخاصة في الأمعاء. لذلك فإن العزل في غرف مفردة أو ذات ضغط سلبي ليس مطلوبًا إلا في حالات معينة يتم رصدها والتعامل معها من قبل فريق مكافحة العدوى، أما عن الإجراءات المتخذة لرصد الحالات التي تحتاج إلى عزل فإن الفريق الطبي يقوم بتقييم الحالة ومراجعة المسحات الميكروبية لكل مريض عند دخوله إلى العناية المركزة سواءً للكبار أو حديثي الولادة ويتم التعامل مع الحالات بحسب نتائج المزارع. * هناك شكاوى على وزارة الصحة من قبل بعض موظفي الكادر الصحي موجودة حاليًا بديوان المظالم بخصوص البدلات ومن ضمنها «بدل العدوى» ماذا تم بخصوص هذا الأمر؟ - هناك لجنة شكلت لبحث هذا الأمر ورفعت توصياتها بعد دراسة مستفيضة لصرف البدل لأكثر الجهات تعرضًا للعدوى وهناك تجديد استحقاق سنوي ومتابعة ليتم التأكد من أن من يستلم البدل بالفعل هو من يباشر العدوى كذلك هناك مشكله أخرى وهي ربط بدل العدوى ب»الملاك الوظيفي» وتتمثل في أن هناك من يمارس مهام وظيفية على غير ملاكهم الوظيفي الأصلي بسبب حاجة العمل أو ندرة بعض التخصصات وهذا ما يتم بحثه الآن لتقليص هذه المشكلة وتحاول الوزارة جاهدة أن تربط البدل بالممارسة الفعلية من قبل الكادر الصحي. رفعت اللجنة المختصة للوزارة عدة توصيات لحل هذه المشكلة بحيث نصل في النهاية إلى العدل في توزيع البدلات ونأمل من مديريات الشؤون الصحية في المناطق أن يساعدونا في هذا الأمر بشكل عاجل. *أخيرًا.. هل أنت راضٍ عن أداء إدارة مكافحة العدوى؟ بالتأكيد هناك نقلة نوعية في الخدمات الصحية سيلمسها المواطن كمًا وكيفًا، وأدعو الله تعالى أن يُتمَّ الصحة للجميع.