تسود القطاع الصحي في المنطقة الشرقية، «مخاوف» من انتشار «جراثيم مُعدية» في المنشآت الصحية في المنطقة، الحكومية والخاصة. وتزايدت هذه المخاوف بعد ظهور حالات إصابة في مستشفى القطيف المركزي، ومستشفى الملك فهد في الهفوف، ومجمع الدمام الطبي، الذي نظم أمس، حملة توعوية بعنوان «الطريقة المُثلى لغسل الأيدي والحد من انتشار العدوى». وسجلت مستشفيات المنطقة، ظهور حالات مماثلة في غضون السنوات الماضية. فيما أبلغت مصادر في المديرية العامة للشؤون الصحية في الشرقية، «الحياة»، أنه تم «اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ورفع مستوى الجاهزية، لمنع انتقال العدوى بالجرثومة»، مُقللة من خطورة الوضع. ولفتت إلى أنه «تحت السيطرة، بعد حصر الجرثومة في حدود ضيقة»، لافتة إلى أن هذه الجرثومة «لا تشكل خطراً مباشراً. ويمكن علاجها ضمن البرنامج الطبي المُتعارف عليه في مثل هذه الحالات، من خلال عزل الحالات المُصابة، وعلاجها ضمن برنامج طبي». وأكدت «صحة الشرقية» اهتمامها في مكافحة العدوى، وأنها «تعمل وفق البرامج الصحية المُتبعة دولياً في أزمات مكافحة العدوى، وأيضاً بحسب السياسات العلمية والعالمية المُتبعة في مثل هذه الحالات، وتسخير جميع اللوازم الطبية، التي تُساهم في أخذ الإجراءات اللازمة، للتعامل مع هذه الجرثومة»، مبينة أنها «تظهر في مختلف المستشفيات، ويتم التعامل معها وفق معايير دولية، من خلال قيام فرق مكافحة العدوى باتخاذ إجراءات احترازية، تتمثل في عزل بعض الأقسام التي تظهر فيها الحالات، وعزل المرضى المصابين، لضمان عدم نقل العدوى للآخرين، مع ضمان استمرارية العلاج لجميع الحالات المستقبلية». بدوره، أكد رئيس قسم التثقيف الصحي في المجمع الطبي الدكتور محمد عبداللطيف، الذي افتتح حملة «الطريقة المُثلى لغسل الأيدي والحد من انتشار العدوى»، أمس، أهمية غسل الأيدي للعاملين في القطاع الصحي. واستعرض الطريقة الصحيحة والمُثلى للغسل، وكذلك طريقة استعمال الجل المُعقم. فيما زود الفريق الطبي المُشارك في الحملة، المراجعين والحضور بالإرشادات، وعرض فيديو تثقيفي يوضح كيفية تعقيم وغسل اليدين للزوار والمراجعين، الذين بلغ عددهم نحو 500 زائر. وأدى اكتشاف الجرثومة في قسم العناية المركزة في مستشفى القطيف المركزي، إلى إخلاء القسم مطلع الأسبوع الجاري، وإخراج مرضى منه. وتنتشر هذه الجرثومة باللمس. ويُستخدم مُضاد حيوي للعلاج منها. وبادر المستشفى إلى تعقيم العناية المُركزة، وتطهير المكان بالكامل. وكانت العناية المركزة في المستشفى سجلت ظهور الجرثومة ثلاث مرات، خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وفي الأحساء، سُجِّل ظهور ل «الجرثومة» في قسم العناية المركزة في مستشفى الملك فهد في الهفوف. ما أثار مخاوف المراجعين والمرضى، والعاملين في المستشفى. بيد أن «صحة الأحساء» قللت من هذه المخاوف. وبينت أنه تم القضاء على الجرثومة، التي يُعد وجودها في المستشفيات «أمراً طبيعياً، يحدث في أي منشأه صحية، نتيجة زيادة نسبة الالتهاب في وقت معين». فيما أحجم عدد «محدود» من الممرضين والممرضات من العاملين في بعض المستشفيات التي سجلت ظهور حالات عدوى، عن دخول الأقسام التي ظهرت فيها الإصابات. وبدأت هذه المستشفيات في إجراء التنظيف اليومي، والتشديد عليه في العناية المركزة، وبإشراف الصحة العامة، وتدريب العمال المختصين على ذلك. كما قامت بعض المنشآت الصحية، بخطوة «احترازية»، تمثلت في أخذ عينات من أيدي الكوادر الطبية، وأخرى من أسطح غرف العناية المركزة. وجاءت النتائج «سلبية» (غير مصابة). كما وجهت بتوفير محلول مُعقم خاص بالأسطح، لاستخدامه في تعقيم المحيط الخاص بالمرضى الموجودين في العزل، وعزل المرضى الجماعي، وتخصيص ممرضات للعناية بهم، بحيث لا يتعاملون مع المرضى السالبين، لمنع انتقال العدوى. كما قامت إدارات المستشفيات بتوفير الأقنعة والملابس الواقية، لتوزيعها على العاملين لديها.