لدي ابن يبلغ من العمر ثماني سنوات، ولكني أخجل من اصطحابه عندما اذهب لأي مكان عام أو في زيارة عائلية، حيث انه فوضوي عند الطعام ممّا يوقعني في حرج شديد لهذا اضطر أحيانًا إلى عدم اصطحابه خارج المنزل. أم رائد - جدة تجيب عن السؤال خبيرة فن الاتكيت أميرة الصائغ، فتقول: من أبرز قواعد اللياقة والتهذيب والتي تعكس صورة صريحة ومباشرة عن شخصية الفرد هي أسلوبه في تناول الطعام، فطريقتنا في مراعاة آداب المائدة هي مرآتنا الصادقة، والتي تترك انطباعًا جيدًا عن تصرفاتنا كما تجمّل صورتنا أمام الآخرين. ومع أن آداب الطعام وطريقة تناوله ثقافة وحضارة لا يستهان بها، إلاّ أنها تكاد تكون معدومة في مجتمعنا العربي وبخاصة عند الأطفال سواء على مائدة الأسرة أو في المطاعم. فربما يكون العامل الأكبر لذلك هو افتقار التوجيه الصحيح للسلوكيات في المنزل، وانعدام القدوة الحسنة التي تساعد كثيرًا على توجيه السلوك في مساره الصحيح، وأيضًا عدم التعود منذ الصغر على العادات والسلوكيات الحسنة، فمن المؤكد أن السلوكيات الحسنة إذا تعودنا على ممارستها منذ الصغر ستصبح عادات جيدة نمارسها تلقائيا في الكبر. فالأسرة هي الدائرة الأولى التي يتعلم فيها الطفل معظم خبراته الأساسية بالقدوة الحسنة، فإن كانت القدوة إيجابية تركز على الذوق كان تأثيرها أكبر وأسرع. ولهذا على الأم تعليم أطفالها قواعد الطعام على مائدة الأسرة.