تواصلت أمس أعمال العنف بين المعتصمين في محيط وزارة الدفاع المصرية بميدان العباسية «شرق القاهرة» الذين ينتمون بشكل أساسي لمرشح الرئاسة المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل وبين عدد من أهالي المنطقة «العباسية» منذ السبت الماضي، وتجددت المواجهات الدامية بين الجانبين التي استخدم فيها الرصاص الحي وقنابل المولوتوف والحجارة، وتضاربت الأنباء حول عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا في الاشتباكات التي وقعت أمس، حيث تحدث ناشطون عن أن عدد القتلى تجاوز 10 أشخاص، بينما قالت وزارة الصحة إن العدد 6 فقط و45 مصابًا، وذكرت جمعية ''أطباء التحرير'' أن إجمالي الإصابات المبدئية فاقت التصورات والحصر. وفيما حددت مصادر طبية عدد القتلى بأكثر من عشرة والمصابين بحوالى 100 اتهم الناشط هيثم الشواف منسق عام تحالف الثورة عددا من البلطجية غير المعروفين «حسب قوله» بقتل المعتصمين مثلما حدث في مجزرة إستاد بورسعيد في ابريل الماضي، وقال الشواف: «إن عدد القتلى تجاوز ال 12 شخصًا منهم 7 من القوى الثورة الشبابية». وأضاف الشواف ل»المدينة»: «إن الاشتباكات مدبرة ومن دخل محطة مترو العباسية من النشطاء قتل»، مشيرًا إلى أن هناك نشطاء تم ذبحهم، وأضاف: «إن دوي طلقات خرطوش ورصاص حي تم بالقرب من محطة مترو العباسية حيث يرصد الرافضون للاعتصام تحركات عدد من المعتصمين أطلقوا عليهم النيران وسرعان ما رد المعتصمون وحاولوا القبض عليهم». وعلمت «المدينة» من مصادر عسكرية أن هناك توجهًا لفض الاعتصام القريب من وزارة الدفاع خلال ساعات مهما كلف الأمر، وذلك في إطار حماية هيبة الدولة التي تعتبر الوزارة رمزها الأساسي في هذه الفترة، وقال المصدر: «إن العشرات من سيارات الأمن المركزي والشرطة العسكرية بدأت تتوافد على الميدان حتى تحول ميدان العباسية والمناطق المحيطة قرب وزارة الدفاع إلى ثكنة عسكرية»، نافيًا تورط المجلس العسكري في المجازر المستمرة في ميدان العباسية. إلى ذلك، قررت حملة محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين للرئاسة تعليق أنشطتها يومين، مبررة ذلك بالحداد على شهداء اعتصام العباسية، كما أوقف المرشح المستقل عبدالمنعم أبو الفتوح حملته الانتخابية، اعتراضًا على ما حدث، وقال أبو الفتوح: «واجب الدولة حماية الاعتصامات السلمية وليس دور المواطن التصدي يوميًا لمحاولات فض اعتصام». مضيفًا: «على البرلمان إيقاظ وزير الداخلية ليؤدي واجبه». ومن جانبه، وصف الدكتور محمد البرادعى، وكيل مؤسسي حزب «الدستور» (تحت التأسيس)، الاشتباكات بين أنصار أبو إسماعيل ومجهولين بميدان العباسية، ب»المجزرة»، متهمًا المجلس العسكري والحكومة الحالية بالعجز عن توفير الأمن بالبلاد، والفشل والتواطؤ، طالبا منهم الرحيل لأن مصر تنهار. وقال البرادعي على صفحته الخاصة بالموقع الاجتماعي «تويتر»مجزرة بالعباسية.. مجلس عسكري وحكومة عاجزون عن توفير الأمن أو متواطئون.. فشلتم.. ارحلوا.. مصر تنهار على أيديكم».