علق المرشحان الرئاسيان المصريان محمد مرسي وعبد المنعم أبو الفتوح أمس حملتيهما الانتخابيتين وسط انتقادات للحكومة لعدم تصديها لهجمات يتعرض لها معتصمون قرب مبنى وزارة الدفاع في منطقة العباسية بشمال القاهرة. وتجددت الاشتباكات عند محيط وزارة الدفاع بمنطقة العباسية بين المعتصمين ومجهولين، بعد قيام مجموعة من البلطجية بالتعدي على بعض الوافدين إلى مقر الاعتصام أثناء خروجهم من محطة مترو الأنفاق بالعباسية، وهو ما أدى إلى نشوب الاشتباكات بين الجانبين، فيما قام البلطجية بإطلاق أعيرة خرطوش باتجاه المعتصمين. وقد شن عدد من المسلحين الرافضين للاعتصام في محيط وزارة الدفاع هجوماً على اللجان الشعبية للمعتصمين مما أسفر عن سقوط قتلى وإصابات بالغة من الطرفين في أعنف موجة اشتباكات بميدان العباسية منذ بدء الاعتصام فجر السبت الماضي. وسادت حالة من الذعر بين المارة وسكان ميدان العباسية بسبب تجدد الاشتباكات، وامتنع المواطنون عن النزول من منازلهم، ووضع البعض متاريس حديدية على أبواب المنازل خشية الهجوم عليها. وأدت هذه الاشتباكات التي وقعت بين المعتصمين الذين ينتمون بشكل أساسي لمرشح الرئاسة المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل وبعض جماعات شبابية أخرى إلى تكدس واضطراب مروري في المنطقة . فيما ناشد مصدر عسكري المعتصمين بالعودة إلى ميدان التحرير، تجنبا لحدوث الاشتباكات بينهم وبين بعض سكان منطقة العباسية، وعبر المصدر ل "الرياض" عن الحزن لما آلت إليه الأوضاع في الشارع المصري من اشتباكات وأعمال عنف وتظاهر وتعطيل للعمل. وقالت مصادر أمنية وطبية إن 20 شخصا على الأقل قتلوا في الاشتباكات التي دارت في الساعات الأولى من صباح أمس بين المسلحين والمعتصمين. وقال موقع جماعة الإخوان المسلمين على الإنترنت إن حملة مرشح الجماعة محمد مرسي علقت أنشطتها لمدة يومين حدادا على أرواح قتلى الاشتباكات. وقال الموقع: إن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة قرر مقاطعة اجتماع دعا لعقده المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد. وأضاف أن القرار جاء احتجاجا على أحداث منطقة العباسية حيث تدور الاشتباكات. وقال علي البهنساوي المستشار الإعلامي للمرشح عبد المنعم أبو الفتوح إن أبو الفتوح علق حملته الانتخابية حتى إشعار آخر احتجاجا على الأسلوب الذي تتعامل به السلطات مع الاعتصام المناهض للمجلس العسكري. وقال البهنساوي إنه تقرر تعليق كل ما يتصل بالحملة الانتخابية بما في ذلك الأنشطة التطوعية. وكتب أبو الفتوح في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "واجب الدولة حماية الاعتصامات السلمية. ليس دور المواطن التصدي يوميا لمحاولات فض اعتصام. على البرلمان إيقاظ وزير الداخلية ليؤدي وظيفته". وقال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في صفحته على تويتر اليوم "مجزرة في العباسية: مجلس عسكري وحكومة عاجزون عن توفير الأمن أو متواطئون. فشلتم. ارحلوا. مصر تنهار على أيديكم". وتلقي أعمال العنف بظلالها على انتخابات الرئاسة المقرر أن تجرى جولتها الأولى في 23 و24 من الشهر الحالي كما تسلط الضوء على هشاشة انتقال مصر إلى الديمقراطية والذي شابته أعمال عنف ومشاحنات سياسية. من جهتها، فرضت قوات الشرطة العسكرية وعناصر الأمن المصري، أطواقاً أمنية حول مبنى وزارة الدفاع ومقار الهيئات وقيادات الأسلحة والأفرع الرئيسية للجيش في القاهرة. ودفعت قوات الجيش والأمن المركزي بتعزيزات ضخمة حول مبنى وزارة الدفاع بشارع الخليفة المأمون، وأقامت فواصل من الأسلاك الشائكة الحواجز المعدنية بينها وبين آلاف المعتصمين المطالبين برحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة. ووصلت مسيرة كبيرة من مئات المتظاهرين كانت انطلقت بوقت سابق من ميدان رمسيس بوسط القاهرة للانضمام إلى الاعتصام القريب من مبنى وزارة الدفاع حيث مقر المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد منذ أجبرت الثورة المصرية الرئيس السابق حسني مبارك على ترك الحُكم في 11 فبراير 2011. المرشح عبدالمنعم أبو الفتوح «الأوروبية» محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة «رويترز»