تستعد الأندية الأدبية إلى عقد اجتماعات جمعياتها العمومية بعد تشكيل مجالس إدارات الأندية للمرة الأولى بعد الانتخاب، وكل البوادر تشير إلى مزيد من الجدل والاختلاف، ومرجع ذلك لغياب الفهم التام إلى بنود اللائحة التي تنظم ذلك والتداخل بين دور الجمعية ودور مجلس الإدارة في الأندية الأدبية. في البدء يجب التأكيد أن الجمعية العمومية تعتبر جهة تشريعية رقابية من خلال (المادة السادسة عشرة: الجمعية العمومية هي التي ترسم سياسة النادي، وتراقب تطبيق لوائحه)، والذي يهم أن يفهم أعضاء الجمعية العمومية دورهم والقيام بواجباتهم حسب ما حددته اللائحة وليس حسب رغبتهم واجتهاداتهم والاعتراف بأحقية مجلس الإدارة في ممارسة صلاحياته التي كفلت اللائحة له ذلك، بأن مجلس الإدارة هو السلطة التنفيذية.. التي تقوم على تنفيذ سياسة النادي من خلال خطوات وإجراءات وآليات سعت اللائحة لبيانها وتوضيحها أو الإشارة للكثير منها من خلال الحقوق والواجبات للأعضاء ولمجلس الإدارة. في هذه المرحلة نحتاج الكثير من الهدوء والتسامح والكثير من الوعي بأهمية تطبيق اللوائح وتحكيمها والابتعاد عن التعصب للرأي أو التحزب والانقسام والإيمان بأن العمل تكاملي بين الجمعية العمومية ومجلس الإدارة لتحقيق الأهداف العامة وليس لخدمة المصالح الخاصة، وحسب ما تقره اللائحة وليس حسب رغبات وأهواء مجلس الإدارة، أو احتجاجات أعضاء الجمعية العمومية. إن تجربة الجمعيات العمومية والانتخابات تعد تجربة حديثة في مجتمعنا ولكن في ظل وجود اللائحة المنظمة للعمل وإن ظهر عليها القصور في بعض جوانبها مع هذا يمكن تدارك هذا القصور بحكمة العقلاء الساعين إلى بناء مؤسسات مجتمع مدني تحتكم للحقوق والواجبات من منظور قانوني يقوم على الاقتراع والتصويت مما يعني الحق لكل منتسب للجمعية العمومية بالإدلاء برأيه ومشاركته وله الحق في المطالبة بالمشاركة في لجان وأنشطة النادي كما أقرت ذلك اللائحة. لا شك أن الاحتكام إلى اللائحة سيمنحنا فرصة أكبر من تحقيق أهداف المؤسسة بعيدًا عن الاحتكام إلى آراء المتخاصمين كما أن على الجميع تجاوز مرحلة الانتخابات وما رافقها من جدل والاهتمام بالعمل والإنتاج وتقديم صورة جيدة عن وعي المثقفين وعن دور المؤسسة الثقافية في صياغة حراك ثقافي مجتمعي يؤسس لمؤسسات مجتمع مدني تؤمن بالمشاركة والعمل الرقابي للجمعية العمومية وتظهر الشفافية في المحاسبة والمتابعة لقرارات ومنجزات مجالس الإدارة بهدف البناء والإصلاح والمشاركة وليس بهدف الانقسام والاختلاف للاختلاف واتهام الآخرين وتخوينهم، أو الإنكار لعملهم وانجازاتهم. إن دور النادي هو نشر الثقافة. ونحن الآن أكثر حاجة إلى تكريس ثقافة الحقوق والواجبات التي ضمنتها اللائحة لكل المنتسبين للنادي. نتمنى أن تظهر هذه الثقافية من خلال ما يدار في اجتماعات الجمعية العمومية بأدب جم وتعامل حسن دون الإساءة لأحد ودون تهميش الآخرين وبشفافية راقية تحقق أهداف الجمعيات العمومية والمؤسسة الثقافية معًا. ------------